responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 133
والتاريخ يجمع لنا أكثر من قضيّة في هذا المجال.

كما انّ الصحابة أنفسهم كانوا يرجعون الناس إلى علي فيما أشكل عليهم من الأمور.

أمّا في عهد الخليفة الثاني فقد أصبح هو الرجل الأول والأخير في هذا الجانب، حتّى كان الخليفة يمشي إليه سائلا حين يعزب عنه الجواب.

ولقد بلغت مشاركة علي (ع) إلى حدّ كان يتعوّذ الخليفة من معضلة ليس لها أبو الحسن، وانّه ليفزع إليه في كل ملمّة، ويشعر بالاطمئنان مادام علي موجوداً، لقد كان يقول حين يواجه مسألة لا يعرف حلّها: " ليس لها الاّ أبو الحسن ".

على انّ قيمة هذه المشاركة ليس ـ فقط ـ فيما يعطيه علي من اجابات عن مسائل متفرقة هنا وهناك، وإنّما في تعزيز ثقة الأمة برسالتها، وربطها بها أكثر فأكثر.

انّ المردود النفسي لهذه المشاركة، في نفس الخليفة، وفي مجموع الأمة أهم للرسالة، وأكثر نفعاً.

لقد استطاع علي من خلال تصدياته لكل الأسئلة والإحراجات العلمية، سواء ما تقدّم بها علماء أهل الكتاب، أو ما تورّط فيها المسلمون أنفسهم، ان يُقبع الأمة جميعاً بأنها تملك الحقيقة، وتملك التفوق على كل الخصوم، وانّ رسالتها لا تنفد، ولا تعجز عن اجابتهم عند كل نداء.


*  *  *

وكان علي يشارك لا بنفسه فقط، وإنّما بامتداده وبتلاميذه.

كان هناك (عبد الله بن عباس) حبر الأمة، وعلماً كبيراً في القرآن والسنة، وكان له مع الخليفة الثاني صلة وثيقة غاية الثقة.

لكن ابن عباس هذا يعترف بإنّه تلميذ من تلامذة علي (ع) وانّه علمه لا يساوي إلى علم علي الاّ كقطرة من بحر.

نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست