responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 115
ونظرياً ولا بلغت في فهمها العمق النهائي لرسالتها.

المفاهيم التي جسّدها رسول الله (ص) بحاجة إلى تركيز، وتأطير، لتصبح صيغاً رساليةً ثابتة في رسالة الإسلام.

وهناك حاجة إلى تأكيد انّ القيم التي جسّدها رسول الله (ص) لم تكن له وحده، وانّما كانت لكلّ الناس، ومحمد (ص) هو النموذج للرجل المؤمن الرسالي.

وهناك حاجة إلى إشعار الناس بأن الرسالة ليست فوق مستوى البشر، ولا تجسيدها حرفياً أمر خارج عن المقدور، فالإنحراف ليس ضرورة، ومحمد (ص) لم يكن بدعاً من الناس، إنّما كان بشراً، والرسالة هي التي صقلته، وهي قادرة على أن تصقل كلّ الناس.

والخلافة الحاكمة لم تكن عند مستوى هذه الضرورات الإساسية.

الخلافة الحاكمة هي شخصياً عاشت الإنحراف، واعترفت به.

وهي شخصياً لم تكن تهضم كلّ مفاهيم الرسالة.

وهي شخصياً شاركت في خلق هذا المفهوم، مفهوم أنّ الالتحام التام مع الرسالة أمر غير مقدور، ولا مطلوب، انّما محمد (ص) وحده كان مسؤولا وقادراً على ذلك.

الخليفة الأول ركّز هذا المفهوم وساعد عليه من حيث لا يدري حينما قال: " لا تؤاخذوني فلست بنبيّكم ".

من هنا كانت الحاجة إلى اعلان عدم قيمومة الخلافة الحاكمة على الرسالة، ورفض اعتبارها النموذج الأمثل للانسان الرسالي.

لأجل أن لا تزول ثقة الناس بالرسالة، ولأجل أن لا تحرّف من نظر الناس، ولأجل أن لا يشك الناس في قدرة، رسالتهم على بناء الشخصية النموذجية، وتكوين المجتمع الملتزم بكل مفاهيمها.

نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست