من الأمور الواضحة في السيرة النبوية أن السبب الأساسي لتكذيب قريش للنبي (صلى الله عليه وآله) ليس هو ايمانها بأصنامها هبل واللات والعزى ومناة، بل لأن التصديق له والايمان به يعنى أن تخضعوا لنبوته وتكون الزعامة لأهل بيته.
وعند ما أمر الله تعالى نبيه بقوله: "وأنذر عشيرتك الأقربين"، وأمره أن يختار منهم وزيراً منهم، فدعاهم ـ وكانوا أربعين رجلا ـ وعرض عليهم ما جاء به وبشَّرهم بخير الدنيا والآخرة، وطلب منهم شخصاً يكون وزيره ووصيه وخليفته من بعده; فلم يقبل ذلك منهم الا على (عليه السلام)، فاتَّخذه وزيراً ووصياً وخليفة وأمرهم بطاعته!
ولابد أن الخبر شاع في قريش والعرب بأن محمداً اتخذ ابن عمه علياً وزيراً وخليفة; فكان نبأ عظيماً عليهم، لأنه يعني أن الزعامة من بعده ستكون لأهل بيته.