الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وآله الطاهرين، وصحبه المنتجبين.
أمّا بعد.
إنّ كل ظاهرة ظهرت في هذا الكون سلبية كانت، أم إيجابية لابدّ أن يكون لها علّة أو سبب أوجدها في الخارج.
وكلّ من أراد أن يقدّم علاجاً لظاهرة سلبية، لا بدَّ له من معرفة أسبابها، وجذورها وعلَلِها الأساسية التي أوجدتها، كي يتسنّى له معالجة تلك الظاهرة السلبية معالجةً صحيحة وكاملةً.
ويتّضح ذلك عندما نشاهد الطبيب الماهر، وهو يعالج مريضه، فهو لا يبادر إلى معالجة العوارض الخارجية للمرض من قبيل اصفرار الوجه، أو ارتفاع درجة الحرارة، بل يتخذ تلك العوارض الظاهرية وسيلة لاكتشاف المرض المصاب به ذلك المريض، وعند اكتشاف ذلك الطبيب لذلك المرض بصورة صحيحة وكاملة، عندها