لقد بشّر الله عزّ وجلّ على لسان أنبيائه في الكتب السماوية السابقة، بمبعث خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله (صلّى الله عليه وآله)، لذلك كان أعرف الناس به (صلّى الله عليه وآله) هم أهل الكتاب الذين كانوا يهيئون أنفسهم لاستقباله ويبشرون الناس بمقدمه (صلّى الله عليه وآله)، ولمّا اختاره الله من العرب ومن ذرية إسماعيل (عليه السلام) بالخصوص، وكان اليهود يتوقعون أن يكون منهم، أي من ذرية إسحاق تغيّر كلّ شيء.
ماذا حدث؟ وماذا فعل اليهود يا ترى؟
هذا ما أجاب عنه القرآن الكريم حيث بيّن أنهم (أي اليهود) بدلاً من أن يكونوا خير أنصار وأعوان لرسول الله (صلّى الله عليه وآله)، كانوا أشدّ الناس له عداوة، وبذلوا كلّ ما في وسعهم من أجل قتله (صلّى الله عليه وآله)، أو تفريق أنصاره عنه، ومن يطالع التاريخ يجد أنّ أكثر من حارب الرسول (صلّى الله عليه وآله) بعد قريش، هم اليهود وهم أشد عداوة من غيرهم كما قال تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ}[1].