responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : براءة آدم حقيقة قرآنيّة نویسنده : العاملي، جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 152

آخـر سـؤال:

وقد يقال: إن كل هذا التعب، إنما هو بسبب الإجمال في البيان الإلهي، فلماذا لم ينصب الله تعالى للنبي آدم قرينة تدله على مراده، ليجنبه الوقوع في هذا الذي وقع فيه؟!..

وإذا لم ينصب له قرينة على مراده، فلماذا لم يعمل النبي آدم بالاحتياط الذي هو سبيل النجاة؟!..

ويمكن أن يجاب عن ذلك:

أولاً: إن الإجمال قد يكون مقصوداً، إذ ربما يكون الهدف الإلهي هو إبراز استحقاق آدم لمقام النبوة والخلافة في الأرض، وهو ما كان موضع ترديد لدى الملائكة، حيث اعتقدوا: أنهم وحدهم هم القادرون على إيصال هذا الكون إلى كماله {قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} [1]..

فأراد الله سبحانه أن يكون النهي الإلهي لآدم عليه السلام، وارداً في سياق الإمتحان والإختبار له صلوات الله وسلامه عليه وعلى نبينا وآله.. لكي يظهر الله سبحانه ـ بصورة عملية ـ للملأ الأعلى أهلية آدم لما أهله تبارك وتعالى له، إذ في مثل هذه المواقع تتجلّي طموحات وأهداف آدم السامية وتظهر ملكاته، وخصائصه الإيمانية بأبهى صورة، وأصدق وأتم تعبير..

ولا تبقى مجرد توقعات، أو أخبار يستند القبول والتصديق بها إلى الإيمان بالغيب، وتكون هي مجرد سبيل للتعبد والإنقياد..

ثانياً: إن الإجمال في البيان قد يكون هدفاً بذاته، من حيث إنه يسهم


[1]الآية 30 من سورة البقرة.

نام کتاب : براءة آدم حقيقة قرآنيّة نویسنده : العاملي، جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست