responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : براءة آدم حقيقة قرآنيّة نویسنده : العاملي، جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 12

الطبل الأجوف:

غير أنك قد تواجه في حياتك من يدعي المعرفة، ويتاجر بها، ويبيع ويشتري ويهب ويمنح من ألقابها ما شاء لمن شاء.

ويا ليته يكتفي برفع شعاراتها، ولوك عباراتها، بل هو يتعدى ذلك إلى حد التطاول على رموزها، ثم إلى أن يقنع نفسه بأنه هو طليعة روادها، وغاية جهدها وجهادها، فيبادر إلى طرح آرائه السقيمة، وأفكاره العقيمة في كل اتجاه. حتى في قضايا الإيمان والاعتقاد..

فإذا رجعت إليها وإليه، فلن تجد أمامك إلا ألعوبة تحركها أيد في الظلام، أو أضحوكة لا تعرف خفاياها لأن الناس نيام، فهو ينعق بما لا يسمع، كالطبل الأجوف، له صوت عال، وجوف خال. لا يرجع في دعاويه إلى أساس، ولا يعتصم بركن وثيق، بل يرتجل الرأي، ويلقي الكلام على عواهنه، فيخطىء المرمى، ويقع في المتناقضات، ويضيع في متاهات ما يثيره من عجيج وضجيج، دون أن يعرف الخطأ من الصواب، والزائغ من السائغ، فما أشد انطباق قوله تعالى عليه:

{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ * ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ} [1].

أما أهل العلم والفكر الحقيقيون والرساليون، فإنهم الذين يلزمون أنفسهم بقواعد ومناهج، أثبتت لهم الأدلة القاطعة، والبراهين الساطعة حقانيتها وصوابيتها وواقعيتها..


[1]الآيات من 8 إلى 9 من سورة الحج.

نام کتاب : براءة آدم حقيقة قرآنيّة نویسنده : العاملي، جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست