responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيمان والكفر وآثارهما على الفرد والمجتمع نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 100
ثم إنّ الاِسلام حارب التقاليد البالية التي تمجد المراسم الفارغة التي لاتنسجم مع بساطة الاِسلام والتي لا تنفع بقدر ما تولد العنت والمشقة وتضع الحواجز النفسية والاجتماعية خاصة بين الحاكم والمحكوم. وكان الاِمام علي عليه السلام نموذجاً للحاكم الاِسلامي الذي يحب البساطة والتواضع ويكره التكلّف والتعظّم بدليل أنّه: «لما لقيه عند مسيره إلى الشام دهاقين الاَنبار، فترجلوا له واشتدوا بين يديه، فقال عليه السلام: «ما هذا الذي صنعتموه؟ فقالوا: خُلق منّا نعظِّم به أُمراءَنا، فقال عليه السلام: والله ما ينتفعُ بهذا أمراؤكم ! وإنَّكم لتشقُّون على أنفسكم في دُنياكم، وتشقون به في آخرتكم..» [1].

ثالثاً: الاِيمان يمنح البركة والقوّة

الاِيمان يدفع الاَفراد نحو التقدم المطرَّد، والسير إلى الاَمام وعدم الانكفاء إلى الوراء، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «من اعتدل يوماه فهو مغبون، ومن كان غده شراً من يومه فهو ملعون، ومن لم يتفقد النقصان من نفسه فهو في نقصان، ومن كان في نقصان فالموت خيرٌ له» [2]. وعن علي بن الحسين عليه السلام قال: «بينما أمير المؤمنين ذات يوم جالس مع أصحابه يعبيهم للحرب إذ أتاه شيخ عليه شحبة السفر.. فقال: إنّي أتيتك من ناحية الشام وأنا شيخ كبير وقد سمعتُ فيك من الفضل ما لا أحصيه وإنّي أظنّك ستُغتال ! فعلمني ما علمّك الله قال: نعم يا شيخ من اعتدل يوماه فهو مغبون.. ومن كان في نقص فالموت خير له» [3].

إذن فالاِيمان يُحفز أفراد المجتمع على التقدم نحو الاَفضل،


[1]نهج البلاغة، ضبط صبحي الصالح: 475 | حكم 37.

[2]تنبيه الخواطر 2: 29.

[3]تنبيه الخواطر 2: 173.

نام کتاب : الإيمان والكفر وآثارهما على الفرد والمجتمع نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست