responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة الإلهية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 140

الوجه الثالث:

ملاحظة ذيل الآية (واذا عزمت فتوكل على الله) .

فان العزم يغاير الشور وهما ليسا بمعنى واحد، فالأول متأخر عن الثاني زماناً اذ أنه حاصل بعد الاستشارة في سياق الآية الكريمة، وهو بحسب بياننا لمراحل التفكير يمثل الفعل الثالث في افعال النفس للانسان الصغير أو الكبير، وهو عنوان للقوة الاجرائية والتنفيذية وهي تسند العزم له وحده (صلى الله عليه وآله) دون بقية المسلمين. فاتخاذ القرار بيده.

مضافاً الى أن الشورى جعلت فيها للمجموع أما هنا فانه مسند اليه وحده. فهذه مقابلة بين الفعلين مادة واسناداً.

وثالثاً: ان الأمر بالتوكل هو للنبيّ (صلى الله عليه وآله) والخطاب له وحده.

ورابعاً: ان مادة التوكل يؤتى بها لأجل استمداد القوة ورباطة الجأش، فهو يدل على انه (صلى الله عليه وآله) لو خالف رأيهم فعليه ان يعزم عليه ويتوكل على الله.

وخصوصاً اذا ما قارنا هذه الآية مع ما ورد في سورة الشعراء: (واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين فإن عصوك فقل اني بريء مما تعملون وتوكل على العزيز الرحيم) .

ففيها ندب للرسول الاكرم ان يربي المسلمين ويجذبهم بلطيف المعاملة وحسن السيرة وخفض الجناح. وليس هذا معناه أن يكون لهم سلطة عليه بل يبقى الامر بيده وعليهم المتابعة والانقياد. فادراة شؤون الامة والحاكمية ليست أمراً فردياً يقوم به شخص واحد ولو كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) بل هو واجب مجموعي يتقاسمه الحاكم والمحكوم كل حسب دوره، ولذا حرص الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) على تربية المؤمنين وحثهم على القيام بهذه المهمة وتكون الشورى

نام کتاب : الإمامة الإلهية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست