قال الله تعالى: {والذين يؤمنون بما اُنزل إليك وما اُنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون}[1].
فمدح الموقنين بالاخرة يعني المطمئنّين بما وعد الله فيها من ثواب وتوعد من عقاب، كأنّهم قد شاهدوا ذلك، كما روي انّ سعد بن معاذ دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال صلى الله عليه وآله: كيف أصبحت يا سعد؟ فقال: بخير يا رسول الله، أصبحت بالله مؤمناً موقناً، فقال: يا سعد انّ لكل قول حقيقة، فما مصداق ما تقول؟
فقال: يا رسول الله ما أصبحت فظننت انّي اُمسي، ولا أمسيت فظننت أنْ اُصبح، ولا مددت خطوة فظننت انّي اُتبعها باُخرى، وكأنّي بكل امة جاثية، وكل امة معها كتابها ونبيّها وامامها تدعى إلى حسابها، وكأنّي بأهل الجنة وهم يتنعّمون، وبأهل النار وهم يعذّبون، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: يا سعد عرفت