فأحببت أن أرفعك من بين خلقي، لانّي عند المنكسرة قلوبهم[1].
وينبغي للعاقل أن لا يرى لنفسه على أحد فضلاً، والعز في التواضع والتقوى، ومن طلبه في الكبر لم يجده. وروي انّ ملكي العبد الموكلين به ان تواضع رفعاه، وان تكبر وضعاه[2]. والشرف في التواضع والعز في التقوى، والغنا في القناعة، وأحسن ما كان التواضع في الملوك والأغنياء، وأقبح ما كان التكبر في الفقراء.
وقد أمر الله تعالى نبيّه محمداً صلى الله عليه وآله بالعفو عن الناس، والاستغفار لهم والتواضع، بقوله تعالى: {ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم}[3].
وأوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام: يا موسى ذكّر خلقي نعمائي، وأحسن إليهم وحبّبني إليهم، فانّهم لا يحبون إلاّ من أحسن إليهم.