اعلم انّ جماع الخير كله واحرازه في الوحشة من الناس والعزلة عنهم، فإنّ بالعزلة يتحصل[1] الاخلاص، وينسد عنه باب الغيبة والنميمة ولغو القول، وسلامة النظر والسمع لمن لا يجوز، والوحشة من الناس علامة الاُنس بالله، والعزلة من امارات الوصلة.
وروى سفيان الثوري قال: قصدت جعفر بن محمد عليهما السلام فأذن لي بالدخول، فوجدته في سرداب ينزل اثنى عشر مرقاة، فقلت: يا ابن رسول الله أنت في هذا المكان مع حاجة الناس إليك، فقال: يا سفيان فسد الزمان، وتنكر الاخوان، وتقلبت الأعيان، فاتخذنا الوحدة سكناً، أمعك شيء تكتب؟ قلت: نعم، فقال: اكتب: