الفصـل الخامـس
في الذبائـح والنـذور

إعلم أنّ من المسائل المسلّمة الواضحة الضرورية عند طوائف المسلمين: اختصاص الذبح والتقرّب بالقربان به سـبحانه، فلا يصحّ الذبح إلاّ لله.

وهكذا أمر النذر، فمن المؤكّد المتّفق عليه بين طوائف المسلمين أنّ النذر لا يصحّ إلاّ لله، ولذا يُذكر في صيغته: للهِ عَلَيَّ كـذا.

أمّا الذبح عن الأموات، فلا بُـدّ أن يكون لله وحده وإنْ كان عن الميّت، وكم بين الذبح عن الميّت والذبح له، والممنوع هو الثاني لا الأوّل.

قال بعض العلماء (رحمه الله)[1] في " المنهج ": وأمّا مَن ذبح عن

[1] هو: الشيخ جعفر بن خضر بن شلاّل الجناجي المالكي، صاحب كـتاب " كشف الغطاء ".

المولود سـنة 1156، والمتوفّى سـنة 1228 هـ.

حلّي الأصل، نجفي المسكن والوفاة، المشهور بالشيخ جعفر الكبير، كان من أساتذة الفقه والكلام، وهو شيخ الطائفة في عصره، الإمام العلاّمة، خرّيت طريق التحقيق والتدقيق، المعتبر المقدّس، الحبر الأعظم، سـيف الإسلام، علم الأعلام، علاّمة العلماء الكرام.

كان شديد التواضع والخفض واللين، وفاقد التجبّر والتكبّر على المؤمنين، مع ما فيه من الصولة والوقار والهيبة والاقتدار، سمحاً شجاعاً.

وصف نفسه فقال: كنتُ جعيفراً، فصرتُ جعفراً، ثمّ الشيخ جعفر، ثمّ شيخ العراق، ثمّ شيخ مشايخ المسلمين على الإطلاق.

من مصنّفاته: كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغرّاء، العقائد الجعفرية، منهج الرشاد لمن أراد السداد في ردّ الوهّابية، الحقّ المبين في الردّ على الإخباريّين.

انظر: الكنى والألقاب ـ للقمّي ـ 3 / 101، أعيان الشـيعة 4 / 99، ماضي النجف وحاضرها 3 / 131 رقم 3، الأعلام 2 / 124.