أنّ أرض البقيع ليسـت وقفاً، بل هي باقية على إباحتها الأصلية، لو شككنا في وقفـيّـتها يكـفينا اسـتصحاب إباحتها.
وأقـول: بل وقفـيّـتها غير مانع عن البناء ; لأنّها موقوفةٌ مقبرةً على جميع الشؤون المرعيّة في المقابر، ومنها: البناء على قبور أشخاص مخصوصين كالأصفياء، فإنّ البناء على القبور ليـس أمراً حديثـاً، بل كان أمراً متعارفاً من قديم الأيّـام.
الفصل الرابـع في الصلاة عند القبـور، وإيقاد السُّـرُج عليها
[ الصلاة عند القبور: ]
وقد جرت سيرة المسلمين ـ السيرة المستمرّة ـ على جواز ذلك.
وأمّا حديث ابن عبّـاس: " لعن رسـولُ الله (صلى الله عليه وسلم) زئرات القبور، والمتّخذين عليها المساجد والسُّرُج "[1]، فالظاهر والمتبادر ـ من اتّخاذ المسجد على القبر ـ: السجودُ على نفس
[1] مـرّ تخريجه مفصّـلا في الصفحـة 207 هـ 2 ; فراجـع!