ها قد اكتملت اليوم السنة الثانية والعشرون من عمري, ولا زلت أواصل دراستي التي أهواها كثيراً في فرع التاريخ, لكنني أشعر ـ وبثقة تامة ـ أنّ عقلي أكبر بكثير من هذا السن, بل لا أبالغ لو قلت: إن لي عقلاً كعقل الشيوخ, لكن همتي وعنفواني وبحمد الله همة الشباب وعنفوانه, ولا أنكر أنّ الفضل في عمق تفكيري وسعة عقلي يرجع إلى الله تعالى الذي رزقني ذلك الصديق الصدوق... أجل إنه صديقي الحميم (سعيد), بل أخي الذي يكبرني بخمس عشرة سنة, لكنه لم يُشعرني يوماً بأنه أكبر مني.
أجل أعطاني (سعيد) من تجاربه وعقله النيّر ما استطعت به أن اختزل الزمن, ولا أخطأ لو قلت: إنه معلمي في مدرسة الحياة, وصدق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) حيث يقول: (من دعاك إلى الدار الباقية وأعانك على العمل لها فهو