responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإبتلاء سنة إلهية على بساط العبودية نویسنده : الحسيني، صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 34
وقال تعالى {فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله}.

وقال تعالى في سورة فاطر الآية: 29 - 30 {إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور، ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور}. وقال تعالى في سورة الشورى {ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله}.

وقال تعالى في سورة الفتح الآية 4 {هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم}.

وعليه فإن المبتلى بهذا النوع من الإبتلاء لا يكون ممتحنا بقدر ماهو ترفيع وترقية وتمكين ورسوخ في المقامات العرفانية الفاضلة، وكأن الله عندما ينزل الإبتلاء بعبده المؤمن المستسلم للإرادة الإلهية، كأنه يباهي به ليظهر حقيقة صدقه وتمكنه وإخلاصه لربه، وصدق عبوديته للواحد الأحد، وليظهر على عبده صديقية ما في مكنونه من تحقيق للعبودية وقياما لحقوق الربوبية، وليظهر أيضا محبوبية هذا العبد عنده، فإذا أحب الله عبدا ابتلاه ليخرج من باطنه كل ما فيه حب وولاء واستسلام لأمره تعالى.

ولذلك إذا تجلى الرب على عبده المؤمن من خلال هذا النوع من التعرفات الجلالية، فإن العبد لا يرى في ذلك التعرف إلا الجمال، فلا يرى ما يراه البشر بطبيعتهم أثناء الإبتلاء من ألم أو جزع أو هلع، ولا يفقد ثقته بالله تعالى، ويحسن الظن به، بل ويعتقد أن الله تعالى ما أنزل به تلك النوازل إلا لأنها خير له، لأنه فوض أموره إلى الله، لأن الله بصير بعباده فينقلب الإبتلاء والتعرف الجلالي إلى نعمة ومنة إلهية، فحتى يسهل على نفسه جلال الإبتلاء، فإنه يقلبه جمالا من ساعته، فيقابل الشيء الذي يراه بضده قياما بحقوق الربوبية لله تعالى، لأنه يدرك أن المبتلي هو الله ربه، وهو العبد الذي ليس له أي اعتراض على سيده بل يقر ويعترف أن كل ما ينزل به هو الجمال.

ولنستمع إلى السيدة زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام، ونعيش معها لحظات جلالية حولتها إلى جمالية، بعد أن رأت بأم عينها

نام کتاب : الإبتلاء سنة إلهية على بساط العبودية نویسنده : الحسيني، صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست