نام کتاب : مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار نویسنده : الفاسي، أبو مدين جلد : 1 صفحه : 303
بالطائف اليوم، فحاصرهم بضعة عشر يوما، و قتل رجلان من المسلمين، و لم يؤذن لهم في فتحها ذلك الوقت؛ فأمر «عمر بن الخطاب» [1] فأذن بالرحيل، و انصرف في شوال، حتى أتى «الجعرانة» حيث حبس سبي «هوازن»، فنزلها، و كان السبي ستة آلاف بين الذراري و النساء، و الإبل أربعة ألف بعير، و الغنم أكثر من أربعين ألف شاة، و أربعة آلاف أوقية، فقسمها [2] بين المؤلفة قلوبهم، و لم يعط الأنصار شيئا، كما في الصحيح.
[غزوة تبوك]
(فلما أتت لهجرته (صلى اللّه عليه و سلّم) ثماني سنين، و ستة أشهر، و خمسة أيام غزا غزوة تبوك [3])،
[1] عن قوله: «و لم يؤذن لهم في فتحها ... إلخ» قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 150:
قال ابن إسحاق: «... أو ما أذن لك فيهم يا رسول الله؟!
قال: «لا». قال: أ فلا أؤذن بالرحيل؟ قال: «بلى». قال: فأذن «عمر»- (رضي الله عنه)- بالرحيل ... إلخ اه: السيرة النبوية.
[2] عن سبي «هوزان» انظر «السيرة النبوية» أمر أموال هوازن، و سباياها، و عطايا المؤلفة قلوبهم منها، و إنعام رسول الله (صلى اللّه عليه و سلّم) فيها.
و انظر: «مغازي الواقدي» 3/ 922- 938.
و انظر: «الطبقات» لابن سعد 2/ 108- 113.
[3] عن «تبوك» قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» كتاب «المغازي» 8/ 111:
«... و تبوك مكان معروف، هو نصف الطريق المدينة إلى دمشق، و يقال بينه و بين المدينة أربع عشرة مرحلة. و ذكرها ابن سيده في «المحكم ...» في الثلاثي الصحيح، و كلام ابن قتيبة يقتضي أنها من المعتل؛ فإنه قال جاءها النبي (صلى اللّه عليه و سلّم)، و هم يبكون ماءها بقدح؛ فقال: «ما زلتم تبوكونها»؛ فسميت حينئذ «تبوك»، و هو غزوة «العسرة».
و هذا القول مأخوذ من قوله تعالى: الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ [سورة التوبة، من الآية: 117].
و سميت بغزوة «العسرة» لحديث ابن عباس- (رضي الله عنهما)-: «قيل لعمر، حدثنا عن شأن ساعة العسرة، قال: خرجنا إلى «تبوك» في قيظ شديد، فاصابنا عطش».
و في تفسير «عبد الرزاق»، عن معمر، عن ابن عقيل، قال: «خرجوا في قلة من الظهر، و في حر شديد؛ حتى كانوا ينحرون البعير فيشربون ما في كرشه من الماء؛ فكان ذلك عسرة من الماء، و في الظهر، و في الأنفقة؛ فسميت «غزوة العسرة».
و «تبوك» المشهور فيها عدم الصرف؛ للعملية و التأنيث، و من صرفها أراد الموضع، و وقعت تسميتها بذلك في الأحاديث الصحيحة؛ منها حديث مسلم: «إنكم ستأتون غدا، عين تبوك».
و قيل: سميت بذلك لقوله (صلى اللّه عليه و سلّم) للرجلين اللذين سبقاه إلى العين: «ما زلتما تبوكانها منذ اليوم».
قال ابن قتيبة: «فبذلك سميت عين «تبوك».
نام کتاب : مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار نویسنده : الفاسي، أبو مدين جلد : 1 صفحه : 303