143- قال: فأقام النبي (صلى الله عليه و سلم) مع خديجة رضي اللّه عنها حتى أتى عليه من مولده أربعون سنة.
144- قال: فخرج عليه الصلاة و السلام ذات يوم إلى جياد الأصغر، فهتف به جبريل (عليه السلام) و لم يبد له، فغشي عليه، فاحتمله ناس (143)- قوله: «حتى أتى عليه من مولده أربعون سنة»:
أخرج البخاري في مبعث النبي (صلى الله عليه و سلم)، و في المناقب أيضا، و الترمذي فيه أيضا من حديث عكرمة، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: أنزل على رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) و هو ابن أربعين ... الحديث، و عند البخاري في المناقب من حديث أنس قال: بعثه اللّه على رأس أربعين سنة ... الحديث.
(144)- قوله: «إلى جياد الأصغر»:
كذا عندنا بحذف الألف لغة في: أجياد، يقال: أصل اشتقاقها من الخيل و يجمع على أجياد، و جياد و أجاويد، قال الأصمعي: هو الموضع الذي كانت به الخيل التي سخرها اللّه لإسماعيل (عليه السلام)، و هو بمكة مما يلي الصفا، يقال: و هو موضع خروج الدابة، التي ذكر اللّه في كتابه في قوله:
وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ، و هما أجيادان، صغير و كبير، محلّتان، و ربما قيل لهما: أجيادين اسما واحدا بالياء في جميع أحواله، و للأعشى ميمون بن قيس في ذكر أجياد:
فما أنت من أهل الحجون و لا الصفا * * * و لا لك حق الشرب من ماء زمزم
و لا جعل الرحمن بيتك في العلا * * * بأجياد غربي الصفا و المحرم