[33- باب ظهور النّبيّ (صلى الله عليه و سلم) و انقلابه في أصلاب آبائه]
33- باب ظهور النّبيّ (صلى الله عليه و سلم) و انقلابه في أصلاب آبائه 74- روى أبو هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم): حملت في قوله: «و انقلابه»:
كذا في «م» و «ب»، و وقع في «ظ» بدونها أي: باب ظهور النبي (صلى الله عليه و سلم) في أصلاب آبائه، فكأن المصنف يشير بالترجمة إلى ما روي عن ابن عباس رضي اللّه عنه في تفسير قوله تعالى: وَ تَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ أي: تقلبك في أصلاب الأنبياء، من صلب نبي إلى صلب نبي حتى أخرجك نبيا، روي عنه هذا من طرق بألفاظ يأتي تخريجها، و في هذا المعنى يقول الحافظ شمس الدين الدمشقي:
تنقل أحمد نورا مبينا * * * تلألأ في وجوه الساجدينا
تقلب فيهم قرنا فقرنا * * * إلى أن جاء خير المرسلينا
و إذا كان هذا مراد المصنف (رحمه اللّه) من الترجمة فالأولى التقيد بلفظ التّنزيل بأن يقال: باب ظهور النبي (صلى الله عليه و سلم) و تقلبه في أصلاب آبائه، سيما أن الانقلاب الذي عبر به غير التقلب في القرآن الكريم، قال غير واحد من أهل التفسير: التقلب: التصرف، و منه قوله تعالى: قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ الآية، و منه قوله تعالى: أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فأما الانقلاب فهو الانصراف، و منه قوله تعالى: أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ الآية، و قوله تعالى: وَ إِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ، و الآيات في البابين كثيرة و هي تشير إلى المعنيين المذكورين كما يعلم و يفهم من كتب التفسير و الغريب، و اللّه أعلم.
(74)- قوله: «روى أبو هريرة»:
حديثه عند البخاري في المناقب، باب صفة النبي (صلى الله عليه و سلم) رقم 3557، إلا أنه قال: بعثت بدل: حملت.