و لكنه بما يسمع به يكلمكم- و يسوسكم بالحق، و يخبركم بالحوادث و الغيوب- يعني: مثل: خروج الدجال، و ظهور الدابة، و طلوع الشمس من مغربها و غير ذلك-.
31- و قال وهب بن منبه: كان إبراهيم خليل الرحمن، كثير الصلاة و الصيام .. و ذكر الحديث إلى أن قال: خرج إبراهيم (عليه السلام) يوما يرتاد لماشيته الكلأ، فإذا هو برجل في جبل من جبال إيليا يقدس اللّه و يهلله و يمجده و يسبحه و يكبره، فقصده و سلم عليه، و قال له:
من ربك؟ قال: الذي في السماء، قال: فمن رب الأرض؟ قال:
الذي في السماء، قال: أ لها رب غيره؟ قال: لا، و نظر إلى قبلته، فإذا قبلته قبلة إبراهيم، فقال له إبراهيم: يا عبد اللّه أي الأيام أشد هولا و أعظم؟ قال: يوم الدين، يوم يضع اللّه الكرسي للحساب، قوله: «و الغيوب»:
ذكره الماوردي في فصل: من بشائر المسيح به في الإنجيل، في نقل يوحنا عنه، و أورد أيضا عن المسيح (عليه السلام) قوله للحواريين: أنا ذاهب و سيأتيكم البارقليط روح الحق الذي لا يتكلم من قبل نفسه إلا كما يقال له، و هو شهيد عليّ، و أنتم تشهدون لأنكم معي من قبل الناس و كل شيء أعده اللّه لكم يخبركم به.
قال: و في نقل آخر عنه: إن البارقليط روح الحق الذي يرسله باسمي هو يعلمكم كل شيء، إني سائل أن يبعث إليك بارقليط آخر يكون معكم إلى الأبد و هو يعلمكم كل شيء.
قال: و في نقل آخر: إن البشير ذاهب و البارقليط بعده يحيي لكم الأسرار و يقيم لكم كل شيء و هو يشهد لي كما شهدت له، فإني لأجيئكم بالأمثال، و هو يأتيكم بالتأويل.