(صلى اللّه عليه و سلّم)، فقال القوم: هات، فأخذته فقرأته فإذا فيه:
بسم اللّه الرحمن الرحيم
هذا كتاب من محمد النبي رسول اللّه- (صلى اللّه عليه و سلّم)- لبني زهير بن أقيش- قال أبو العلاء: و هم حي من عكل- إنكم (146) إن شهدتم أن لا إله إلا اللّه، و أقمتم الصلاة، و آتيتم الزكاة، و فارقتم المشركين، و أعطيتم من الغنائم الخمس و سهم النبي (صلى اللّه عليه و سلّم)، و الصفي- و ربما قال: و صفيه- فأنتم آمنون بأمان اللّه و أمان رسوله (صلى اللّه عليه و سلّم).
فقال القوم: هات أصلحك اللّه حدثنا ما سمعت من رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) يقول؟
قال: سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) يقول: صوم شهر الصبر و ثلاثة أيام من كل شهر يذهب من وحر [1] الصدر، فقال القوم: أنت سمعت هذا من رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) يقول؟ فقال: لا أراكم تخافون أن أكون أكذب على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم)، لا و اللّه لا أحدثكم حديثا اليوم، ثم [2] أهوى إلى الصحيفة فانتزعها، ثم انصاع مدبرا.
نا يونس عن يونس بن عمرو عن أبيه عن أبي تميمة الهجيمي قال: أتى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) أعرابي فقال: يا محمد إلى ما تدعو؟ قال: أدعوك إلى من أصابك ضر فدعوته كشف عنك ضرك، و إلى من إن كنت بفلاة من الأرض فأضللت راحلتك فدعوته رد عليك، و إلى من إن أصابتك سنة فأجدبت أنبت لك، فقال الأعرابي: ما أحسن هذا، أوصني، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم): أوصيك ألا تغتبط الناس، و لا تزهد في المعروف، و الق أخاك حين تلقاه و وجهك منبسط إليه و إن لم يكن لك إلا دلو واحد فسألك أن تفرغ له من دلوك فأفرغ منه، و إياك و إسبال الإزار فإنه من المخيلة، و إن اللّه عز و جل لا يحب المخيلة.
نا يونس عن يوسف بن ميمون عن الحسن قال: جاء رجل من أشراف أهل
[1] الوحر: الحقد و الغيظ، و جاء في ع: وجر، و هو تصحيف.