نا يونس عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن يعلى بن مرة عن أبيه قال:
سافرت مع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) سفرا، فرأيت منه شيئا عجبا، نزلنا منزلا فقال:
انطلق إلى هاتين الأشاءتين [1] فقل: إن رسول اللّه يقول لكما أن تجتمعا، فانطلقت فقلت لهما ذلك، فانتزعت كل واحدة منهما من أصلها فمرت كل واحدة إلى صاحبتها فالتقتا جميعا، فقضى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) حاجته من ورائهما ثم قال انطلق فقل لهما لتعود كل واحدة منهما إلى مكانها، فأتيتهما فقلت ذلك لهما، فمرت كل واحدة حتى عادت إلى مكانها.
و أتته امرأة فقالت: إن ابني هذا به لمم [2] منذ سبع سنين يأخذه كل يوم مرتين فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم): أدنيه، فأدنته منه، فتفل في فيه و قال: اخرج عدو اللّه، أنا رسول اللّه، ثم قال لها رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم): إذا رجعنا فاعلمينا ما صنع، فلما رجع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) استقبلته (138) و معها كبشان و أقط [3] و سمن، فقال لي رسول الله (صلى اللّه عليه و سلّم): خذ هذا الكبش، فأخذ منه ما أراد، فقالت: و الذي أكرمك ما رأينا به شيئا منذ فارقنا.
ثم أتاه بعير فقام بين يديه فرأى عينيه تدمعان، فبعث إلى أصحابه فقال:
ما لبعيركم هذا يشكو كم؟ فقالوا: كنا نعمل عليه، فلما كبر و ذهب عمله تواعدنا لنحره غدا، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) فلا تنحروه، و اجعلوه في الابل يكون فيها.