responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 0  صفحه : 13

في تعبده قبل البعثة

يذكر أهل السير أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) كان يتعبد قبل البعثة على دين الحنيفية و ذلك في غار حراء قال ابن كثير:

و إنما كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يحب الخلاء و الانفراد عن قومه، لما يراهم عليه من الضلال المبين من عبادة الأوثان و السجود للأصنام، و قويت محبته للخلوة عند مقاربة إيحاء اللّه إليه (صلوات اللّه و سلامه عليه). و قد ذكر محمد بن إسحاق عن عبد الملك بن عبد اللّه بن أبي سفيان بن العلاء بن حارثة- قال: و كان واعية- عن بعض أهل العلم قال: و كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يخرج إلى حراء في كل عام شهرا من السنة يتنسّك فيه و كان من نسك قريش في الجاهلية، يطعم من جاءه من المساكين حتى إذا انصرف من مجاورته لم يدخل بيته حتى يطوف بالكعبة. هكذا روي عن وهب بن كيسان أنه سمع عبيد بن عمير يحدث عبد اللّه بن الزبير مثل ذلك، و هذا يدل على أن هذا كان من عادة المتعبدين في قريش أنهم يجاورون في حراء للعبادة و لهذا قال أبو طالب في قصيدته المشهورة:

و ثور و من أرسى ثبيرا مكانه‌* * * و راق ليرقى في حراء و نازل‌

و هكذا صوبه على رواية هذا البيت كما ذكره السهيلي و أبو شامة و شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي (رحمهم اللّه)، و قد تصحف على بعض الرواة فقال فيه: و راق ليرى في حر و نازل- و هذا ركيك و مخالف للصواب و اللّه أعلم.

و حراء يقصر و يمدّ و يصرف و يمنع، و هو جبل بأعلى مكة على ثلاثة أميال منها عن يسار المار إلى منى، له قلة شرفة على الكعبة منحنية و الغار في تلك الحنية و ما أحسن ما قال رؤبة بن العجاج:

فلا و ربّ الآمنات القطّن‌* * * و ربّ ركن من حراء منحني‌

و قوله في الحديث: و التحنث التعبد، تفسير بالمعنى، و إلا فحقيقة التحنث من حنث البنية فيما قاله السهيلي الدخول في الحنث و لكن سمعت ألفاظا قليلة في اللغة معناها الخروج من ذلك الشي‌ء كحنث أي خرج من الحنث و تحوب و تحرج و تأثم و تهجد هو ترك الهجود و هو النوم للصلاة و تنجس و تقذر أوردها أبو شامة. و قد سئل ابن الأعرابي عن قوله يتحنث أي يتعبد. فقال: لا أعرف هذا إنما هو يتحنف من الحنيفية دين إبراهيم (عليه السلام). قال ابن هشام: و العرب تقول التحنث و التحنف يبدلون الفاء من الثاء، كما قالوا جدف و جذف كما قال رؤبة:

لو كان أحجاري مع الأجداف‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 0  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست