نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 9
تمهيد
بقلم: عبد اللّه بن محمّد الحبشى (*)بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه ربّ العالمين، و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد و آله و صحبه و سلّم. أمّا بعد:
فأطلعني الأستاذ- الناشر لهذا الكتاب المبارك- على مخطوطتين من هذا الكتاب القيّم.
كلاهما تحمل اسم العلّامة المتبحّر الكبير (محمّد بن عمر بحرق الحضرميّ) المتوفّى سنة 930 ه.
و في كلتيهما ما لا يدع مجالا للشّكّ في نسبة الكتاب للمذكور.
و يصدق القول في ذلك الإهداء الّذي صدّر المؤلّف مقدّمته به، و هو إلى سلطان الهند العالم (شمس الدّين مظفّر بن محمود شاه)؛ ممّا يعطي دليلا آخر إلى نسبة الكتاب إلى (بحرق)، حيث إنّ المذكور دخل الهند و استوطن بها، و كان ممّا أتحف به هذا الملك كتابنا هذا، لشغف المذكور بالعلم و أهله و تقريب العلماء.
و قد أشار إلى صلة المؤلّف بالمذكور صاحب «النّور السّافر»؛ فقال: (و لمّا عزم إلى الهند، و وفد على السّلطان مظفّر، فقرّبه السّلطان و عظّمه؛ و لمّا خبر علمه و فضله زاد في تعظيمه و تبجيله، و أنزله المنزلة الّتي تليق به) [1].
و يزيدنا إيضاحا حول هذا الموضوع العلّامة (عبد الحيّ اللكنوي)، صاحب كتاب «نزهة الخواطر»؛ يقول في أثناء كلامه حول دخول العلّامة (بحرق) الهند: (و وفد على سلطانها (مظفّر بن محمود بيكره)- بايقرا-، فعظّمه و قام به، و قدّمه و وسّع عليه، و التفت إليه و أدناه منه، و أخذ عنه؛ فاشتهر بجاهه، و صنّف له «تبصرة الحضرة الشّاهيّة الأحمديّة بسيرة الحضرة النّبويّة الأحمديّة» [2].
فدلّنا جميع هذا .. على صحّة نسبة الكتاب إلى علّامتنا (بحرق). و بدليل أنّ جميع
* باحث يمني، يعمل حاليا في (المجمع الثقافي) بأبوظبي.
[1] تاريخ النّور السّافر عن أخبار القرن العاشر، ص 136.