نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 392
الجرّاح، و هو جالس بيننا، فلم أكره ممّا قال غيرها، كان و اللّه أن أقدّم فيضرب عنقي، لا يقرّبني ذلك من إثم أحبّ إليّ من أن أتأمّر على قوم فيهم أبو بكر، و كثر اللّغط [1]، و ارتفعت الأصوات، حتّى خفت من الاختلاف، ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر، خشينا إن فارقناهم و لم تكن بيعة أن يبايعوا رجلا منهم بعدنا، فإمّا أن نبايعهم على ما لا نرضى، و إمّا أن نخالفهم فيقع الفساد، فقلت لأبي بكر: ابسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده فبايعته و بايعه المهاجرون، ثمّ بايعته الأنصار، ثمّ كانت بيعة العامّة من الغد [2].
و أمّا سيّدنا عليّ رضي اللّه عنه و سائر بني هاشم فكانوا في وقت البيعة مشغولين بغسل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و تكفينه، فوقع في أنفسهم من استبداد أبي بكر و عمر و سائر المهاجرين و الأنصار بالأمر عليهم.
و سبق أنّها لم تقع عن رويّة، إنّما بادر إليها عمر خوفا من الوقوع في الفتنة، فلم يسأل أبو بكر منهم البيعة لانعقادها، و لم يبادروا هم إليها.
[طلب فاطمة رضي اللّه عنها ميراثها من النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)]
ثمّ إنّ فاطمة رضي اللّه عنها سألت أبا بكر نصيبها ممّا ترك رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) من (خيبر و فدك)، و صدقات (المدينة) من أموال بني قينقاع و النّضير و قريظة، فأبى عليها أبو بكر ذلك، و قال: سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يقول: «لا نورث، ما تركناه صدقة»، و لكنّي سأعول من كان النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) يعوله، و قال: لست تاركا شيئا كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يفعله إلّا عملت به، فإنّي أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ.