نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 388
[معالجة النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) سكرات الموت]
و فيهما- [أي: الصّحيحين]- أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) كانت عنده ركوة فيها ماء، فجعل يدخل يديه فيها، و يمسح بها وجهه، و يقول: «أشهد أن لا إله إلّا اللّه، إنّ للموت سكرات»، ثمّ نصب يده، فجعل يقول: «في الرّفيق الأعلى»، حتّى قبض و مالت يده (صلى اللّه عليه و سلم) [1].
فائدة [: في حبّ الرّسول (صلى اللّه عليه و سلم) لقاء الرّفيق الأعلى]
قال العلماء: إنّما لم يزل يكرّرها لأنّ التّخيير لم يزل يعاد عليه، و هي كلمة تتضمّن حبّ لقاء اللّه، الّذي هو لباب التّوحيد، و سرّ الذّكر باللّسان و القلب، و منه يستفاد أنّه لا يشترط في نجاة المحتضر أن يتلفّظ ب (لا إله إلّا اللّه)، إذا مات و قلبه مطمئن بالإيمان. و اللّه أعلم.
[عمر النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) يوم قبض]
و في «صحيح البخاريّ»، عن ابن عبّاس رضي اللّه عنهما قال: بعث رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لأربعين سنة، و مكث ب (مكّة) ثلاث عشرة سنة يوحى إليه، ثمّ أمر بالهجرة، فهاجر إلى (المدينة) عشر سنين، و مات و هو ابن ثلاث و ستّين سنة [2].
[دهشة المسلمين لوفاة النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)]
و لمّا قبضه اللّه إليه، و اختار له ما عنده؛ دهش أصحابه رضي اللّه عنهم دهشة عظيمة، و طاشت أحلامهم لعظم المصيبة، و لم يكن فيهم أثبت من العبّاس و أبي بكر رضي اللّه عنهما.
و روى التّرمذيّ/ في «الشّمائل النّبويّة»، و ابن ماجه في «السّنن» عن أنس رضي اللّه عنه قال: لمّا كان اليوم الّذي دخل فيه النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) (المدينة) أضاء منها كلّ شيء، و لمّا كان اليوم الّذي مات
[1] أخرجه البخاريّ، برقم (4184). عن عائشة رضي اللّه عنها.