نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 371
[إسلام كعب بن زهير رضي اللّه عنه]
و قدم أيضا على النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) كعب بن زهير بن أبي سلمى- بالضّمّ- المزنيّ فأسلم، و اعتذر إلى النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) ممّا سبق منه، و كان النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) قد أهدر دمه لتعريضه بذمّه و ذمّ الصّدّيق رضي اللّه عنه، في شعر له.
و أنشد النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) حين وافاه قصيدته المشهورة: (بانت سعاد فقلبي اليوم متبول)، و منها، [من البسيط] [1]:
نبّئت أنّ رسول اللّه أوعدني* * * و العفو عند رسول اللّه مأمول
مهلا هداك الّذي أعطاك نافلة ال* * * قرآن فيه مواعيظ و تفصيل
لا تأخذنّي بأقوال الوشاة و لم* * * أذنب و لو كثرت فيّ الأقاويل
فعفا عنه، و كساه بردته. فاشتراها منه معاوية بن أبي سفيان في أيّام خلافته بمائة ألف درهم، و أوصى أن يكفّن فيها.
[غزوة تبوك]
و في هذه السّنة- و هي التّاسعة- في رجب منها: غزا النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) غزوة (تبوك). و هي آخر غزوة غزاها النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) و سمّاها اللّه تعالى ساعة العسرة، لوقوعها في شدّة/ الحرّ.
و ذلك أنّه (صلى اللّه عليه و سلم) لمّا لم يبق له عدوّ من العرب، أمر أصحابه بالتهيّؤ لغزو الرّوم إلى (الشّام)، و حثّ الموسرين منهم على إعانة المعسرين، فأنفق عثمان بن عفّان رضي اللّه عنه فيها ألف دينار ذهبا، و حمل على تسع مائة و خمسين بعيرا، و خمسين فرسا في سبيل اللّه، فذلك ألف،