نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 340
و أخذ منها لقمة في فمه و لم يبتلعها، قال: «إنّ هذا العظم ليخبرني أنّه مسموم»، و لم يبتلع أحد من القوم لقمة إلّا بشر بن البراء، ثمّ دعا بالمرأة فاعترفت، فقال: «ما حملك على ذلك؟»، قالت: إنّك بلغت من قومي ما لا يخفى عليك، فقلت: إن كان ملكا أرحت النّاس منه، و إن كان نبيّا لم يضرّه، فقال للقوم: «كلوا باسم اللّه»، و تجاوز عنها، فأكلوا، و لم يضرّهم شيء، إلّا بشر فمات من لقمته/ الأولى، فلمّا مات قتلت به قصاصا [1].
قال أنس: فما زلت أعرف السّمّ في لهوات النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) من أكلة (خيبر) [2].
[زواج النبي (صلى اللّه عليه و سلم) بصفية بنت حييّ رضي اللّه عنها]
و اصطفى (صلى اللّه عليه و سلم) من سبايا (خيبر) أمّ المؤمنين صفيّة بنت حييّ بن أخطب رضي اللّه عنها.
و كانت يوم فتح (خيبر) عروسا على ابن عمّها، فرأت أنّ القمر وقع في حجرها، و قصّت رؤياها على زوجها، فلطمها على وجنتها لطمة خضرت منها عينها، و قال: ما هذا إلّا أنّك تتمنّين محمّدا ملك العرب، فقتل أبوها و زوجها يومئذ، و أتي بها إلى النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) و بها أثر اللّطمة، فاستبرأها حيضة، و حلّت له على مرجعه إلى (المدينة) في أثناء الطّريق، فدخل بها، و أولم عليها، و أردفها خلفه على البعير، و كان (صلى اللّه عليه و سلم) يضع ركبته لها إذا أرادت أن تركب، فتضع رجلها على ركبته ثمّ تركب. و دخل (المدينة) و هو مردفها خلفه.
قال ابن عمر: و ما زال يعتذر إليها من قتل أبيها، ليذهب ما في نفسها رضي اللّه عنها.