responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر    جلد : 1  صفحه : 330

و ذلك أنّ المشركين اختلطوا بالمسلمين في تلك الهدنة، و سمعوا منهم أخلاق النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)، و محاسن شريعته، فأسلم منهم في تلك المدّة جماعة من رؤسائهم؛ كعمرو بن العاص و خالد بن الوليد، في خلق كثير، فظهر حسن اختيار اللّه لهم في ذلك الصّلح الّذي كرهوه، مع ما سبق في علمه بأنّ (مكّة) إنّما يحلّ القتال بها لنبيّه محمّد (صلى اللّه عليه و سلم) ساعة من نهار، و هي يوم فتحها: و قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدْراً [سورة الطّلاق 65/ 3]، وَ اللَّهُ يَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ‌ [سورة البقرة 2/ 216].

[إسلام عمرو بن العاص و خالد بن الوليد رضي اللّه عنهما]

و في هذه السّنة [1]: أسلم عمرو بن العاص و خالد بن الوليد رضي اللّه عنهما.

و ذلك أنّ عمرا ذهب إلى النّجاشيّ، و كان صديقا له، فأكرمه، فقدم على النّجاشيّ عمرو بن أميّة الضّمريّ رسولا من النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)، ليجهّز إليه من عنده من مهاجرة (الحبشة)، فسأل عمرو بن العاص من النّجاشيّ قتل عمرو بن أميّة الضّمريّ، فغضب النّجاشيّ، و قال: أ تسأل منّي أن أقتل رسول رجل يأتيه النّاموس الأكبر الّذي كان يأتي موسى؟، قال عمرو: فقلت: أ هو كذلك؟، قال: نعم، فأطعني يا عمرو و اتبعه، فإنّه على الحقّ، و ليظهرنّ على من خالفه، كما ظهر موسى على فرعون و جنوده، فأسلم عمرو حينئذ على يد النّجاشيّ.

ثمّ خرج من (الحبشة) عامدا إلى (المدينة)، فلقي خالد بن الوليد مقبلا من (مكّة) إلى (المدينة) أيضا، فقال له: إلى أين‌


[1] ذكر هنا أن إسلامهما كان في السّنة السّادسة. و قد تقدّم أنّ إسلامهما كان أوائل سنة ثمان.

نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر    جلد : 1  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست