نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 321
معرفة بحقّ النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) مردود بحثا و دليلا. و اللّه أعلم [1].
و اعلم أنّ نظره إليها كان قبل نزول آية الحجاب، لأنّها نزلت في حال دخوله عليها، مع أنّ الرّاجح أيضا عند المحقّقين أنّ النّساء ما كنّ يحتجبن عنه (صلى اللّه عليه و سلم).
[وليمة النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) على زينب رضي اللّه عنها]
و في «الصّحيحين»، عن أنس رضي اللّه عنه قال: أنا أعلم النّاس بشأن الحجاب، و كان في أوّل ما أنزل في مبتنى النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) بزينب، أصبح النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) بها عروسا، فأرسلت معي أمّ سليم بحيس من تمر و سمن و أقط [2] إليه في برمة، فقال لي ضعها، ثمّ أمرني فقال: «ادع لي رجالا- سمّاهم- و ادع من لقيت»، ففعلت الّذي أمرني به، فرجعت، فإذا البيت غاصّ بأهله، و رأيت النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) وضع يده على تلك الحيسة، و تكلّم بما شاء اللّه، ثمّ جعل يدعو عشرة عشرة، يأكلون منها، و يقول لهم: «اذكروا اسم اللّه، و ليأكل كلّ رجل ممّا يليه»، حتّى تفرّقوا كلّهم، و بقي نفر يتحدّثون، ثمّ خرج النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) نحو الحجرات، و خرجت في إثره، فقلت: إنّهم قد ذهبوا، فرجع و دخل البيت/ و أرخى السّتر، و إنّي لفي الحجرة و هو يقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِ- إلى قوله- وَ اللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِ الآية [سورة الأحزاب 33/ 53] [3].
و في «صحيح البخاريّ» عن أنس أيضا قال: أولم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)
[1] قلت: بل قول القاضي عياض، و كذا الزّهريّ، و القاضي بكر بن العلاء، و القاضي أبي بكر بن العربي هو الأصحّ. و أنّ الّذي يقول ذلك جاهل بعصمة النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) عن مثل هذا، أو مستخفّ بحرمته.