responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر    جلد : 1  صفحه : 314

قلت: و في ذلك فسحة للأئمة المجتهدين رضي اللّه عنهم، و أنّ كلّ مجتهد مصيب- أي: في الفروع- إذ لم يخصّ النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) أحدا من الفريقين بصواب ما ذهب إليه.

[شأن أبي لبابة رضي اللّه عنه‌]

فلمّا نزل (صلى اللّه عليه و سلم) بساحتهم، و حاصرهم/ و اشتدّت عليهم وطأته، أرسلوا إليه أن أرسل إلينا أبا لبابة- بموحّدة مكرّرة- الأنصاريّ الأوسيّ، و كانوا حلفاء الأوس، فأرسله إليهم، فلمّا أقبل عليهم تلقّاه النّساء و الصّبيان يبكون في وجهه، فرقّ لهم، فقالوا: أ ترى أن ننزل على حكم محمّد؟ قال: نعم، و أشار بيده إلى حلقه- يعني: أنّ حكمه الذّبح- ثمّ ندم في مقامه، و علم أنّه قد خان اللّه و رسوله، فلم يرجع إلى النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)، بل ذهب إلى (المدينة)، و ربط نفسه بسارية في المسجد، و قال: و اللّه لا أذوق ذواقا حتّى يطلقني النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) بيده، فأقام على ذلك سبعة أيّام لا يذوق ذواقا حتّى خرّ مغشيّا عليه، فنزل فيه: وَ آخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ‌ [سورة التّوبة 9/ 102].

فتاب اللّه عليه، و غفر له و رحمه، فأطلقه النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) بيده، و لم يطأ بلد بني قريظة حتّى مات، و كان يقول: و اللّه لا أرى ببلد خنت اللّه و رسوله فيها، و كان له بها أموال فتركها رضي اللّه عنه.

[نزول بني قريظة على حكم سعد بن معاذ رضي اللّه عنه‌]

ثمّ إنّ بني قريظة سألوا النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) أن يقبل منهم ما قبل من إخوانهم بني النّضير، بأن يجلو عن بلدهم، و لهم ما أقلّت الإبل، فأبى عليهم لما تولّد من حييّ بن أخطب من الشّرّ، فنزلوا على حكمه (صلى اللّه عليه و سلم)، فجاء حلفاؤهم من الأوس، و قالوا: هبهم لنا يا رسول اللّه كما وهبت بني قينقاع لحلفائهم الخزرج، فقال: «أ لا

نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر    جلد : 1  صفحه : 314
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست