نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 278
[خروج قريش]
و كان من حديث (أحد) أنّ قريشا تحاشدوا بعد (بدر)، و اجتهدوا في طلب الثّأر، و خرجوا بظعنهم و من أطاعهم من الأحابيش- أي: جموع العرب- حتّى نزلوا ب (أحد)، و كانوا ثلاثة آلاف، منهم مائتا فارس.
[مشاورة النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) أصحابه في الخروج]
فلمّا علم بهم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) استشار أصحابه في الخروج إليهم أو الإقامة، و قال لهم: «إنّي رأيت في منامي كأنّ في سيفي ثلمة، و أنّ بقرا تذبح، و تأوّلتها أنّ نفرا من أصحابي يقتلون، و أنّ رجلا من أهل بيتي يصاب، فإن رأيتم أن تقيموا ب (المدينة) و تدعوهم حيث نزلوا، فإن أقاموا أقاموا بشرّ مقام، و إن دخلوها قاتلناهم فيها» [1].
فاختلفت آراؤهم في ذلك، حتّى غلب رأي من أحبّ الخروج.
و كان من لم يشهد/ (بدرا) حصل معهم من الأسف على ما فاتهم من الفضيلة.
[تهيّؤ النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) للخروج]
فدخل (صلى اللّه عليه و سلم) فلبس لأمته [2]، و خرج عليهم فوجدهم قد رجّحوا رأي القعود، فقال: «لا ينبغي لنبيّ إذا لبس لأمته أن يضعها حتّى يقاتل» [3]. فسار بهم، و كانوا نحو الألف، ليس فيهم فرس [4].
[انخذال عبد اللّه بن أبي بالمنافقين]
فانخذل عبد اللّه بن أبيّ ابن سلول، و كان مطاعا بثلث النّاس.
[تعبئة النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) المسلمين للقتال]
فبقي نحو سبع مائة رجل، فنزل (صلى اللّه عليه و سلم) و جعل ظهره إلى (أحد)، و رتّب أصحابه كما قال اللّه تعالى: وَ إِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ