نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 257
و زاد عمر و بناه على بنيانه في عهد النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) باللّبن و الجريد، و أعاد عمده خشبا، ثمّ غيّره عثمان، فزاد فيه زيادة كثيرة، و بنى جداره بالحجارة المنقوشة و القصّة- أي: النّورة، و هي بقاف مفتوحة و مهملة- و جعل عمده من حجارة منقوشة، و سقفه بالسّاج [1].
و في «صحيح البخاريّ»، عن ابن عبّاس رضي اللّه عنهما أنّه قال: لتزخرفنّها كما زخرفت اليهود و النّصارى [2].
[إخباره (صلى اللّه عليه و سلم) عمّارا بقتله على يد الفئة الباغية]
و فيه عن أبي سعيد الخدريّ رضي اللّه عنه قال: كنّا في بناء المسجد نحمل لبنة لبنة، و عمّار لبنتين لبنتين، فرآه النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فنفض التّراب عنه، و هو يقول: «ويح عمّار، تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنّة و يدعونه إلى النّار» [3].
[فضل المسجد النّبويّ]
و في «الصّحيحين»، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أنّ النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) قال: «لا تشدّ الرّحال إلّا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، و مسجد الرّسول، و المسجد الأقصى» [4].
[1] أخرجه البخاريّ، برقم (435). القصّة: هي ما يسمّيه أهل الشّام:
كلسا، و أهل مصر: جيرا، و أهل الحجاز: جصّا. السّاج: خشب جيد ذو قيمة، يؤتى به من الهند.
[2] أخرجه البخاريّ، برقم (434). قلت: و كان أوّل من زخرف المساجد الوليد بن عبد الملك بن مروان، و من يومها و النّاس شرعوا يغالون في بناء المساجد و المبالغة في زخرفتها، حتّى غدا بعضها كالمتاحف، يقصده النّاس للاستمتاع بزخرفته لا للصّلاة و العبادة، و كلّ هذا خارج عن سنّة النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم). و لو روعيت البساطة في بناء المساجد و عدم المغالاة في الزّخرفة لكان خيرا و أولى.