و في «الصّحيحين»، أنّه (صلى اللّه عليه و سلم) قال: «لو لا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، و لو سلك النّاس واديا و سلكت الأنصار شعبا، لسلكت وادي الأنصار و شعبهم» [1].
و فيهما- [أي: الصّحيحين]- أنّه (صلى اللّه عليه و سلم)/ قال قبيل موته: «أوصيكم بالأنصار خيرا، فإنّهم كرشي و عيبتي، قد قضوا الّذي عليهم، و بقي الّذي لهم، فاقبلوا من محسنهم، و تجاوزوا عن مسيئهم» [2].
[انتظار النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) الإذن بالهجرة]
و أقام (صلى اللّه عليه و سلم) ب (مكّة) ينتظر الإذن في الهجرة، و لم يتخلّف منهم إلّا من حبسه المشركون، و إلّا أبو بكر و عليّ رضي اللّه عنهما؛ فإنّهما حبسا أنفسهما على صحبة رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم).
و في «صحيحي البخاريّ و مسلم»، أنّه (صلى اللّه عليه و سلم) قال: «رأيت في المنام أنّي أهاجر من مكّة إلى أرض بها نخل، فذهب وهلي إلى أنّها
[1] أخرجه البخاريّ، برقم (6818). و مسلم برقم (1061/ 139). عن عبد اللّه بن زيد رضي اللّه عنه.
[2] أخرجه البخاريّ، برقم (3588). و مسلم برقم (2510/ 176). عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه. كرشي: بطانتي و موضع سرّي. عيبتي:
موضع النّصح له، و الأمناء على سرّه.
نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 206