نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 204
القرآن، فأسلم على يديه السّعدان: سعد بن معاذ سيّد الأوس، و سعد بن عبادة سيّد الخزرج، فأسلم لإسلامهما كثير من قومهما.
[بيعة العقبة الثّانية]
و في الموسم من السّنة الثّالثة عشرة: خرج حجّاج الأنصار من المسلمين مع حجّاج قومهم من المشركين، فلمّا قدموا (مكّة)، و اعدوا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) في (العقبة) من أوسط ليالي التّشريق؛ فلمّا كان ليلة الميعاد باتوا مع قومهم، فلمّا مضى ثلث اللّيل خرجوا مستخفين، فلمّا اجتمعوا بالشّعب عند (العقبة)، جاءهم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و معه عمّه العبّاس، و هو يومئذ باق على دينه، لكن أراد أن يتوثّق لابن أخيه، فتكلّم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و قال: «أبايعكم على أن تمنعوني ممّا تمنعون منه أنفسكم و نساءكم و أبناءكم؟»، قالوا: نعم، فقال لهم: «أخرجوا إليّ منكم اثني عشر نقيبا كفلاء على قومهم»، فأخرجوهم.
و هم تسعة من الخزرج: أسعد بن زرارة- بضمّ الزّاي-، و البراء بن معرور- بمهملات-، و رافع بن مالك بن عجلان، و سعد بن الرّبيع، و سعد بن عبادة، و عبادة بن الصّامت، و عبد اللّه بن رواحة، و عبد اللّه بن عمرو بن حرام- والد جابر- و المنذر بن عمرو.
و ثلاثة من الأوس، و هم: أسيد بن حضير- مصغّرين، و بحاء مهملة و ضاد معجمة- و رفاعة بن عبد المنذر، و سعد بن خيثمة- بمعجمة مفتوحة و تحتيّة ثمّ مثلّثة- رضي اللّه عنهم أجمعين.
فقال لهم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): «إن أنتم كفلاء على قومكم ككفالة الحواريّين [1] لعيسى ابن مريم، و أنا الكفيل على قومي؟»،