نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 169
فاعترف بعجز البشر عن معارضته، و قصورهم عن مماثلته، و أصرّ مع ذلك على العناد، و أضلّه اللّه سبيل الرّشاد، و كان يقول لقريش إذا قالوا للنّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) إنّه كاهن، أو شاعر، أو ساحر: و اللّه، ما أنتم بعاقلين من هذا شيئا. إلّا و أنا أعلم أنّه لباطل، و لقد سمعت قولا و اللّه ما سمعت مثله، و لا يقوله بشر.
[إخبار القرآن عن القرون السّالفة]
و من وجوه إعجازه ما أنبأ به من أخبار القرون السّالفة، و الأمم الخالية، ممّا كان لا يعلم منه/ القصّة الواحدة إلّا الفذّ من أحبار أهل الكتاب، و قد علموا أنّه (صلى اللّه عليه و سلم) أمّيّ، لا يقرأ و لا يكتب، حتّى كان علماء أهل الكتاب يسألونه عن كثير ممّا يختلفون فيه، فيورده لهم على وجهه، و يأتي به على نصّه، فيعترف العالم منهم بذلك له بصدقه.
و يقطع الموافق و المخالف أنّه لم ينل ذلك بتعليم، و إنّما هو بإعلام العزيز العليم، حتّى لم يقدر أحد من أحبار اليهود مع شدة عداوتهم له على تكذيبه فيما سألوه عنه من قصّة يوسف و إخوته، و ذي القرنين، و موسى و الخضر، و لقمان و ابنه، و أصحاب الكهف، مع أنّ أقرب قصّة كانت بينه و بين عيسى (عليه السّلام)؛ قصّة أصحاب الكهف، و كان أهل الكتاب فيها، كما قال اللّه تعالى: سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَ يَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَ يَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَ ثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ، فقال اللّه تعالى: قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ، و قال:
وَ لا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً [سورة الكهف 18/ 22].
نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 169