نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 151
فعرض عليه النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) الإسلام، فقال: و اللّات و العزّى لا آمنت بك إلّا أن يؤمن بك هذا الضّبّ، فقال النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم): «يا ضبّ»، فأجابه بلسان فصيح سمعه القوم جميعا: لبّيك و سعديك يا زين من وافى القيامة، قال: «من تعبد؟» قال: اللّه الّذي في السّماء عرشه، و في الأرض سلطانه، و في الجنّة رحمته، و في النّار عذابه، قال: «فمن أنا؟» قال: أنت رسول ربّ العالمين، و خاتم النّبيّين، قد أفلح من صدّقك، و خاب من كذّبك [1] [فأسلم الأعرابيّ].
[حديث الذّئب للرّاعي]
و من ذلك: حديث الذّئب/، عن أبي سعيد الخدريّ و أبي هريرة رضي اللّه عنهما، قالا: بينما راع يرعى غنما له، إذ عرض الذّئب لشاة منها فأخذها، فأدركه الرّاعي، فاستردّها منه، فأقعى الذّئب [2]، فقال: أ فلا تتّقي اللّه تعالى، حلت بيني و بين رزقي؟
فقال الرّاعي: عجب!! لذئب يتكلّم؟ فقال الذّئب: أنت أعجب منّي، واقف على غنمك و تركت نبيّا لم يبعث اللّه نبيّا قطّ أعظم منه قدرا عنده، قد فتحت له أبواب الجنّة، و أشرفت الحور العين على أصحابه، ينظرون قتالهم، و ما بينك و بينه إلّا هذا الشّعب، فتصير في جنود اللّه تعالى- و كان ذلك يوم (أحد)- قال الرّاعي: فمن لي بغنمي؟ قال الذّئب: أنا أرعاها حتّى ترجع، فمضى الرّجل و وجد النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) يقاتل، فأسلم، و أخبره الخبر، فقال له النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم): «قم فحدّثهم»، ثمّ قال له: «عد إلى غنمك تجدها بوفرها»، فرجع فوجدها كذلك، فذبح للذّئب شاة [3].