فإنّ خير ما يتدارسه النّاشئة و طلّاب العلم، و يعنى به الباحثون و المؤلّفون دراسة السّيرة النّبويّة، إذ هي خير وسيلة للتّعلّم و التّهذيب و التّأديب، و فيها ما يرجوه المؤمن من دين و دنيا، و علم و عمل، و آداب و أخلاق، و رحمة و عدل، و جهاد و استشهاد في سبيل اللّه، ثمّ نشر العقيدة و الشّريعة، و القيم الإنسانيّة النّبيلة.
إنّ السّيرة النّبويّة نور ساطع وهّاج، أفضى إلى ظلمات الجهل و الوثنيّة، فانجابت كما ينجاب الغمام، و هدى من اللّه أرسله إلى الإنسانيّة الضّالّة، فانتشلها من ضياع، و انتاشها من هلاك، و أنقذها ممّا كانت تتخبّط فيه من دياجير الظّلام، و عقابيل الضّلال.
و إذا كانت السّيرة في اللّغة بمعنى: الطّريقة و السّنّة، فإنّها يراد بها التّعرّف على حياة الرّسول (صلى اللّه عليه و سلم) قرّة العين و ريحانة القلب؛ منذ ظهور الإرهاصات الّتي مهّدت لرسالته، و ما سبق مولده من ظواهر و أحداث تلقي أضواء رحمانيّة على طريقة الدّعوة المحمّديّة، ثمّ مولده (صلى اللّه عليه و سلم)،
نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 13