نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 111
و ما بين عينيه، و قالا: يا حبيب، لم ترع، إنّك لو تدري ما يراد بك [من الخير] لقرّت عيناك.
و روي عن النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) أنّه قال: «فما هو إلّا أن ولّيا عنّي، و كأنّما الأمر معاينة» [1].
و في «صحيح البخاريّ» عن السّائب بن يزيد قال: قمت خلف ظهره (صلى اللّه عليه و سلم) فنظرت إلى خاتم النّبوّة بين كتفيه [2]. و لمسلم: أنّ الخاتم كان إلى جهة كتفه اليسرى [3].
[خوف حليمة على النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) و ردّه إلى أمّه]
قال ابن إسحاق: فتخوّفت عليه حليمة بعد ذلك، فردّته إلى
[1] أخرجه الطّبريّ، ج 2/ 160، عن شدّاد بن أوس رضي اللّه عنه.
قلت: و قد تكرّر شقّ الصّدر الشّريف غير هذه المرّة، فقد حصل مرّة ثانية عند المبعث، و مرّة ثالثة عند الإسراء و المعراج. أمّا الأولى: فقد كانت لنزع العلقة السّوداء، الّتي هي حظّ الشّيطان من كلّ بشر. و أمّا الثّانية: فليتلقّى ما يوحى إليه من أمور الرّسالة بقلب قويّ و هو على أكمل الأحوال و أتمّ الاستعداد. و أمّا الثّالثة: فكانت استعدادا لما يلقى إليه في هذه اللّيلة من أنواع الفيوضات الرّبّانيّة، و ما سيريه ربّه فيها من الآيات البينات، و إدراك المثل الرّائعة الّتي ضربت له في مسراه و في معراجه، و كلّها تحتاج إلى شرح الصّدر و ثبات القلب. و قد تطاول بعض المستشرقين في التّشكيك في حادثة شقّ الصّدر، و قد تأثّر بهذا الرأي بعض الكاتبين في السّيرة من المسلمين!! و قد قام الشّيخ محمّد بن محمّد أبو شهبة بالرّد عليهم، فليراجع. (انظر السّيرة النّبويّة، ج 1/ 199- 203).
و ما أحسن ما قيل:
و ما أخرج الأملاك من صدره أذى* * * و لكنّهم زادوه طهرا على طهر