نام کتاب : جوامع السيرة - ط العلميه نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 36
الأولين و الآخرين، و ما فيه النجاة و الفوز فى الآخرة، و الغبطة و الخلاص فى الدنيا، و لزوم الواجب، و ترك الفضول من كل شيء.
وفقنا اللّه تعالى لطاعته عليه الصلاة و السلام فى أمره، و التأسي به فى فعله، إلا فيما يخص به، آمين، آمين.
جمل من التاريخ
كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) ينفرد متقربا إلى اللّه عز و جل فى غار معروف بغار حراء، حبب إليه عليه صلوات اللّه و سلامه ذلك، لم يأمره بذلك أحد من الناس، و لا رأى من يفعل ذلك فتأسى به، و إنما أراده اللّه تعالى لذلك، فكان يبقى فيه عليه الصلاة و السلام الأيام و الليالى، ففيه أتاه الوحى.
و أول ما أتاه جاءه الملك فقال له: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ؛ فغطه حتى بلغ منه الجهد [1]، ثم أرسله، فقال: اقرأ؛ فقال: ما أنا بقارئ؛ فغطه الثانية كذلك، ثم أرسله، فقال: اقرأ، مرتين أو ثلاثا، فقال له:
ما ذا أقرأ؟ فقال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ[2]. و هذا أول ما نزل من القرآن.
فأتى بها النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) خديجة أم المؤمنين، فكانت أول من آمن. ثم آمن من الصبيان على، ثم آمن من الرجال أبو بكر الصديق ابن أبى قحافة و اسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤيّ ابن غالب بن فهر. و قيل: أول من آمن بعد خديجة أم المؤمنين: أبو بكر.