responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جوامع السيرة - ط العلميه نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 143

فبعث رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) المنذر بن عمرو، أحد بنى ساعدة، و هو الذي يلقب: المعنق ليموت، فى أربعين رجلا من المسلمين، و قد قيل فى سبعين من خيار المسلمين، منهم: الحارث بن الصمة، و حرام بن ملحان- أخو أم سليم، و هو خال أنس بن مالك- و عروة بن أسماء بن الصلت السلمى و نافع بن بديل بن ورقاء الخزاعى، و عامر بن فهيرة مولى أبى بكر الصديق و غيرهم؛ فنهضوا فنزلوا بئر معونة، و هى بين أرض بنى عامر و حرة بنى سليم، ثم بعثوا منها حرام بن ملحان بكتاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) إلى عدو اللّه و رسوله (صلى اللّه عليه و سلم)، عامر بن الطفيل. فلما أتاه لم ينظر فى كتابه، ثم عدا عليه فقتله، ثم استنهض إلى قتال الباقين بنى عامر، فأبوا أن يجيبوه، لأن أبا براء أجارهم، فاستغاث عليهم بنى سليم، فنهضت معه عصية و رعل و ذكوان، و هم قبائل من بنى سليم، فأحاطوا بهم، فقاتلوا، فقتلوا كلهم (رضوان اللّه عليهم)، إلا كعب بن زيد أخا بنى دينار بن النجار، فإنه ترك فى القتلى و فيه رمق، فارتث‌ [1] من القتلى، فعاش حتى قتل يوم الخندق (رضوان اللّه عليه).

و كان عمرو بن أمية فى سرح المسلمين، و معه المنذر بن محمد بن عقبة ابن أحيحة بن الجلاح، فنظر إلى الطير تحوم على العسكر، فنهضا إلى ناحية أصحابها، فإذا الطير تحوم على القتلى، و الخيل التي أصابتهم لم تزل بعد؛ فقال المنذر بن محمد لعمرو بن أمية: فما ترى؟ فقال: أرى أن نلحق برسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فنخبره الخبر. فقال الأنصاري: ما كنت لأرغب بنفسى عن موطن قتل فيه المنذر بن عمرو. فقاتل حتى قتل، و أخذ عمرو بن أمية أسيرا، فلما أخبرهم أنه من مضر، جز ناصيته عامر بن الطفيل، و أطلقه عن رقبة كانت على أمه. و ذلك لعشرين بقين من صفر مع الرجيع فى شهر واحد.


[1] ارتث: رفع و به جراح و تقول: ارتث الرجل إذا رفع من المعركة و فيه بقية حياة.

نام کتاب : جوامع السيرة - ط العلميه نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست