responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 488

و خاف أبو سفيان و كادت أن تهرب فزارة و تفرّقت غطفان* و فى معالم التنزيل طلب المشركون جيفة نوفل بالثمن فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) خذوه فانه خبيث الجيفة خبيث الدية و روى ان عليا لما قتل عمرا لم يسلبه فجاءت اخت عمرو حتى قامت عليه فلما رأته غير مسلوب سلبه قالت ما قتله الا كفؤ كريم ثم سألت عن قاتله قالوا علىّ بن أبى طالب فأنشأت هذين البيتين‌

لو كان قاتل عمرو غير قاتله‌* * * لكنت أبكى عليه آخر الابد

لكنّ قاتله من لا يعاب به‌* * * من كان يدعى قديما بيضة البلد

و روى ان الكفار فى ذلك اليوم أو فى يوم آخر اتفقوا و شرعوا فى القتال من جميع جوانب الخندق فقاتلوا سائر اليوم حتى فاتت صلاة الظهر و العصر و المغرب عن النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) و أصحابه و بعد ذلك أمر بالاقامة لكل صلاة و قضوها* و فى الهداية ان النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) شغل عن أربع صلوات يوم الخندق فقضاهنّ مرتبة ثم قال صلوا كما رأيتمونى و قد صح عن علىّ أنه قال قال النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) يوم الخندق ملأ اللّه عليهم بيوتهم نارا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر حتى غابت الشمس و قيل اقتتلوا ثلاثة أيام قتالا شديدا حتى حجز الليل بينهم سيما فى اليوم الثالث حين شغلهم القتال عن صلاة العصر و المغرب و قيل و الظهر و ذلك قبل نزول صلاة الخوف و هو قوله تعالى فان خفتم فرجالا أو ركبانا* و فى شمائل الترمذى روى أنه كان يوم الخندق رجل من الكفار معه ترس و كان سعد راميا و كان الرجل يقول كذا و كذا بالترس يغطى جبهته فنزع له سعد بسهم فلما رفع رأسه رماه سعد لم يخطئ هذه منه يعنى جبهته و انقلب و أشال برجله فضحك النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) حتى بدت نواجذه يعنى من فعله بالرجل قالت عائشة كنا يوم الخندق فى حصن بنى حارثة و هو من أحرز حصون المدينة و كانت أمّ سعد بن معاذ معنا فى الحصن و ذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب فمرّ سعد بن معاذ و عليه درع مقلص قد خرجت منها ذراعه كلها و فى يده حربة و هو يقول البث قليلا تلحق الهيجا جمل* و فى الاكتفاء فى يده حربة يرقد بها أى يسرع بها فى نشاط و هو يقول‌

البث قليلا تشهد الهيجا جمل‌* * * لا بأس بالموت اذا حان الاجل‌

كذا فى المنتقى* و فى الصفوة عن عائشة قالت خرجت يوم الخندق أقفو أثر الناس فسمعت و بيد الارض من ورائى فالتفت فاذا أنا بسعد بن معاذ و معه ابن أخيه الحارث بن أوس يحمل مجنة فجلست الى الارض فمرّ سعد و هو يرتجز

البث قليلا تدرك الهيجا جمل‌* * * ما أحسن الموت اذا جاء الاجل‌

فقالت أمّه يا بنىّ الحق فقد و اللّه أخرت قالت فقلت لها و اللّه يا أمّ سعد لوددت أن درع سعد كانت أسبغ مما هى و خفت عليه حيث أصاب السهم منه قالت فرمى سعد يومئذ بسهم فقطع منه الاكحل و زعموا أنه لم ينقطع من أحد قط الا لم يزل يبض دما و لم يرقأ حتى يموت* الاكحل بفتح الهمزة و الحاء المهملة بينهما كاف ساكنة عرق فى وسط الذراع* قال الخليل هو عرق الحياة يقال ان فى كل عضو منه شعبة فهو فى اليد الاكحل و فى الظهر الابهر و فى الفخذ النسا* و كان الذي رماه حبان بن قيس ابن العرقة أحد بنى عامر بن لؤيّ فلما أصابه قال خذها و أنا ابن العرقة قال سعد عرق اللّه وجهك فى النار* و حبان بن العرقة و قد تفتح الراء و هى أمّه قلابة لقبت بها لطيب ريحها كذا فى القاموس قال ابن اسحاق عن عبد اللّه بن كعب بن مالك انه كان يقول ما أصاب سعدا يومئذ الا أبو أسامة الجشمى حليف بنى مخزوم* قال ابن هشام و يقال ان الذي رمى سعدا خفاجة بن عاصم بن حبان كذا فى سيرة ابن هشام ثم قال سعد اللهم ان كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقنى لها فانه لا قوم أحب‌

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 488
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست