responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 485

لا أخاف أن يعبر المشركون من موضع الا من هذا الموضع و كان يختلف عليه و رجع مرّة من الخندق فكنت أستدفئه فقال ليت رجلا صالحا يحرس الليلة هذا الموضع اذ سمع قعقعة السلاح فقال من هذا قال سعد بن أبى وقاص فأمره أن يحرس الليلة هذا الموضع فذهب سعد يحرسه فنام النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) حتى نفخ و كان اذا نام نفخ* و عن أمّ سلمة أنها قالت كان النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) ذات ليلة من ليالى الخندق يصلى فى خيمته فخرج منها فنظر فسمعته يقول هؤلاء ركب المشركين يحومون حول الخندق فأمر عباد بن بشر و من معه أن يحوموا حول الخندق ثم قال اللهمّ ادفع عنا شرهم و انصرنا عليهم فذهب عباد و أصحابه حتى انتهوا الى شفير الخندق فرأوا أبا سفيان مع جمع من المشركين قد اقتحموا بمضيق من الخندق و قوم من المسلمين يرمونهم بالنبل و الحجر فاعانهم عباد و أصحابه و رموا المشركين حتى ولوا هاربين فرجع عباد و أصحابه الى النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) و هو يصلى فلما فرغ أخبروه بذلك قالت فنام رسول اللّه حتى نفخ و ما استيقظ حتى أذن بلال الفجر فخرج و صلّى الفجر مع الجماعة* و عن أم سلمة كان النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) نائما فى خيمته ذات ليلة فلما كان نصف الليل كثر الصياح و ارتفعت الاصوات و سمعت قائلا يقول يا خيل اللّه اركبوا و كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) جعل شعار المهاجرين فى تلك الغزوة يا خيل اللّه اركبى* و فى رواية كان (صلى اللّه عليه و سلم) قال لهم ان بيتكم العدوّ فليكن شعاركم حم لا ينصرون فوجه الجمع أن يقال ان هذا كان شعار الانصار و اللّه أعلم* و فى سيرة ابن هشام كان شعار أصحاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يوم الخندق و بنى قريظة حم لا ينصرون* فانتبه (صلى اللّه عليه و سلم) و خرج من خيمته و سأل الحرس ما شأن الناس و ما هذا الصياح قال عباد هذا صوت عمرو بن عبد ودّ العامرى و الليلة نوبته فبعثه النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) إليه فذهب عباد و النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) واقف خارج الخيمة ينتظر الخبر فرجع و قال يا رسول اللّه هذا عمرو بن ودّ فى جمع من المشركين يرمون المسلمين بالنبل و الحجارة فدخل النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) خيمته و لبس سلاحه فخرج و ركب فرسه و ناس بين يديه حتى بلغوا ذلك الموضع ثم رجعوا مع جراحات كثيرة قد أصابتهم فرقد النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) حتى سمعته ينفخ ثم سمعت صياحا فاستيقظ النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فبعث إليه عباد بن بشر فرجع فقال هذا ضرار بن الخطاب بن مرداس الفهرى فى جمع من المشركين يقاتلون المسلمين و يرمونهم بالنبال و الاحجار فلبس النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) سلاحه و توجه الى ذلك الموضع و اشتغل بقتالهم حتى الصباح ثم رجع و قال هربوا مع جراحات كثيرة قالت أم سلمة قد كنت مع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فى غزوات عديدة مثل المريسيع و خيبر و الحديبية و فتح مكة و حنين و الطائف و لم تكن غزوة من تلك الغزوات شديدة على النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) مثل الخندق لقد أصابه تعب و مشقة كثيرة و أصاب المسلمين جراحات كثيرة و كان الزمان زمان برد و عسرة* روى أنه لما اشتدّ البلاء رأى النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) أن يعطى غطفان و فزارة ثلث ثمار المدينة حتى يرجعا عنه و يخذلا قريشا فبعث الى عيينة بن حصن الفزارى و الحارث بن عوف و هما قائدا فزارة و غطفان و شرط لهما ثلث ثمار المدينة على أن يرجعا بمن معهما عنه و عن أصحابه فجرى بينه و بينهما المراوضة فى الصلح حتى كتبوا الكتاب و لم تقع الشهادة و لا عزيمة الصلح* و فى رواية ان عيينة و حارثا مع نفر من قومهما أتيا النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) لامر المصالحة فجرى بينه و بينهم الصلح فأمر النبيّ عثمان بن عفان حتى كتب كتاب الصلح و لم يقع الاشهاد و لما أرادوا أن يكتبوا الشهادة جاء اسيد بن حضير فرأى عيينة ابن حصن الفزارى قد مدّ رجله بين يدى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و علم ما جاء له فأقبل الى عيينة

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 485
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست