responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 478

(صلى اللّه عليه و سلم) قرأها على أبى بكر فقال بلى أحب أن يغفر اللّه لى فرجع الى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه و قال و اللّه لا أنزعها منه أبدا* و روى عن عائشة انها قالت و اللّه ان الرجل الذي قيل له ما قيل تعنى صفوان ليقول سبحان اللّه فو الذي نفسى بيده ما كشفت من كنف أنثى قط قالت ثم قتل بعد ذلك فى سبيل اللّه* و لقد برّأ اللّه أربعة بأربعة برأ يوسف (عليه السلام) بلسان الشاهد و شهد شاهد من أهلها و برأ موسى (عليه السلام) من قول اليهود فيه بالحجر الذي ذهب بثوبه و برّأ مريم بانطاق ولدها حين نادى من حجرها انى عبد اللّه الآية و برّأ عائشة بهذه الآيات العظام فى كتابه المعجز المتلوّ على وجه الدهر مثل هذه التبرئة بهذه المبالغات فانظر كم بينها و بين تبرئة أولئك و ما ذاك إلا لإظهار علوّ منزلة رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و التنبيه على انافة سيد ولد آدم و خير الاوّلين و الآخرين و حجة رب العالمين* روى انه دخل ابن عباس على عائشة فى مرضها و هى خائفة من القدوم على اللّه فقال لا تخافى فانك ما تقدمين الا على مغفرة و رزق كريم و تلا الخبيثات للخبيثين الى قوله لهم مغفرة و رزق كريم فغشى عليها فرحا بما تلا* و عن عائشة أنها قالت لقد أعطيت تسعا ما أعطيتهنّ امرأة لقد نزل جبريل بصورتى فى راحته حين أمر رسول اللّه أن يتزوّجني و لقد تزوّجنى بكرا و ما تزوّج بكرا غيرى و لقد توفى و ان رأسه لفى حجرى و لقد قبر فى بيتى و ان الوحى ينزل فى أهله فيتفرقون عنه و ان كان لينزل عليه و أنا معه فى لحاف واحد و انى ابنة خليفته و صديقه و لقد نزل عذرى من السماء و لقد خلقت طيبة عند طيب و لقد وعدت مغفرة و رزقا كريما* و كان مسروق اذا روى عن عائشة قال حدّثتنى الصدّيقة ابنة الصدّيق حبيبة رسول اللّه المبرّأة من السماء كذا فى معالم التنزيل*

اعطاء الرسول بئر بيرحا لحسان بن ثابت‌

و ذكر ابن اسحاق أن حسان بن ثابت مع ما كان منه فى صفوان بن المعطل من القول السيئ قال مع ذلك شعرا يعرّض فيه بصفوان و من أسلم من مضر يقول فيه‌

أمسى الجلابيب قد عزوا و قد كثروا* * * و ابن الفريعة أمسى بيضة البلد

فلما بلغ ذلك ابن المعطل اعترض حسان بن ثابت فضربه بالسيف ثم قال‌

تلق ذباب السيف عنى فاننى‌* * * غلام اذا هو جيت لست بشاعر

فوثب عند ذلك ثابت بن قيس بن شماس على صفوان فجمع يديه الى عنقه بحبل ثم انطلق به الى دار بنى الحارث بن الخزرج فلقيه عبد اللّه بن رواحة فقال ما هذا قال أ ما أعجبك ضرب حسان بالسيف و اللّه ما أراه الا قد قتله فقال له ابن رواحة هل علم رسول اللّه بشي‌ء مما صنعت قال لا و اللّه قال لقد اجترأت أطلق الرجل فأطلقه ثم أتوا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فذكروا ذلك له فدعا حسان و صفوان فقال صفوان يا رسول اللّه آذانى و هجانى فاحتملنى الغضب فضربته فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لحسان يا حسان أ شوّهت على قومى أن هداهم اللّه للاسلام ثم قال يا حسان أحسن فى الذي أصابك قال هى لك فأعطاه رسول اللّه عوضا منها بيرحا بالحاء المهملة بعدها ألف مقصورة من غير مدّ و روى فيها الاعراب بالحركات على الراء فى الاحوال الثلاث مع الاضافة الى حاء و أنكره أبو ذرّ و قال انما هى بفتح الراء فى كل حال* قال الباجى عليه أدركت أهل العلم بالمشرق و كذا عند القاضى عياض كذا فى البحر العميق* و هى قصر بنى جديلة اليوم بالمدينة ثم باعها حسان من معاوية بمال عظيم كانت مالا لابي طلحة بن سهل فتصدّق بها الى رسول اللّه ليضعها حيث يشاء فأعطاها حسان فى ضربته و أعطاه سيرين أمة قبطية ولدت له ابنه عبد الرحمن كذا فى سيرة ابن هشام* و قد روى من وجوه أن اعطاء رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) اياه سيرين انما كان لذبه بلسانه عن النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فاللّه تعالى أعلم* و قال بعد ذلك حسان يمدح عائشة و يعتذر من الذي كان من شأنها

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 478
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست