responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 458

و الحراب و قالوا لهم ان هذا الرجل قتل آباءكم فطعنوه بالحراب و الرماح فتحرّك خبيب على الخشبة فانقلب وجهه الى الكعبة فقال الحمد للّه الذي جعل وجهى نحو قبلته التي رضى لنفسه و لنبيه و للمؤمنين* و فى الكشاف صلبه أهل مكة و جعلوا وجهه الى المدينة فقال اللهم ان كان لى عندك خير فحوّل وجهى نحو قبلتك فحوّل اللّه وجهه نحوها فلم يستطع أحد أن يحوّله فقام إليه أبو سروعة عقبة بن الحارث فطعنه فى صدره حتى أنفذ من ظهره فعاش ساعة و به رمق فأقر فيها بالتوحيد و بنبوّة محمد (صلى اللّه عليه و سلم) ثم مات رضى اللّه عنه و له كرامات كثيرة يطول الكتاب بذكرها ثم أسلم أبو سروعة و روى الحديث و له فى صحيح البخاري ثلاثة أحاديث ثم أتى بزيد بن الدثنة الى الخشبة فاقتدى بخبيب فصلى ركعتين فحملوه على الخشبة و قالوا له مثل ما قالوا لخبيب من الرجوع عن الدين و التخويف بالقتل فأجابهم بمثل ما أجابهم خبيب* و فى الصفوة و حضر نفر من قريش فيهم أبو سفيان فقال قائل يا زيد أنشدك اللّه أ تحب أنك الآن فى أهلك و مالك و أن محمدا عندنا مكانك و يقال ان الذي قال ذلك لزيد أبو سفيان قال و اللّه ما أحب أن محمدا يشاك فى مكانه شوكة تؤذيه و أنا جالس فى أهلى فقال ابو سفيان و اللّه ما رأيت من قوم قط أشدّ حبا لصاحبهم من أصحاب محمد له* و فى رواية قال ابو سفيان ما رأيت من الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا فقتله نسطاس بكسر النون عبد صفوان بن أمية و قد مرّ مثل هذا الخبيب* روى ان اللحيانيين ذهبوا الى سلافة بنت سعيد لطلب الابل المائة التي جعلتها على قتل عاصم فأبت و قالت جعلتها لمن يأتينى برأسه أو رأس واحد ممن قتل ابنى و ما أتيتم به فرجعوا خائبين خاسرين و روى أن المشركين تركوا خبيبا على الخشبة ليراه الوارد و الصادر فيذهب بخبره الى الاطراف و لما بلغ النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) الخبر قال أيكم يختزل خبيبا عن خشبته و له الجنة قال الزبير بن العوّام أنا يا رسول اللّه و صاحبى المقداد بن الاسود فخرجا من المدينة يمشيان و يسيران بالليل و يكمنان بالنهار حتى أتيا التنعيم ليلا و اذا حول الخشبة أربعون من المشركين نيام نشاوى فأنزلاه فاذا هو رطب يتثنى لم يتغير منه شي‌ء بعد أربعين يوما و يده على جراحته و هى تبض دما اللون لون الدم و الريح ريح المسك فحمله الزبير على فرسه و سارا فانتبه الكفار و قد فقدوا خبيبا فأخبروا قريشا فركب منهم سبعون رجلا فلما لحقوا بهما قذف الزبير خبيبا فابتلعته الارض فسمى بليع الارض فقال الزبير ما جرّأكم علينا يا معشر قريش ثم رفع العمامة عن رأسه فقال أنا الزبير بن العوام و أمى صفية بنت عبد المطلب و صاحبى المقداد بن الاسود أسدان رابضان حاميان حافظان يدفعان عن شبلهما فان شئتم ناضلتكم و ان شئتم نازلتكم و ان شئتم انصرفتم فانصرفوا الى مكة و قدما على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و جبريل عنده فقال يا محمد ان الملائكة تباهى بهذين من أصحابك فنزل فيهما و من الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات اللّه الآية و قيل نزلت فى علىّ حين نام على فراش رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) ليلة الغار كما مرّ فى معالم التنزيل* و قال الاكثرون نزلت فى صهيب بن سنان الرومى أخذه المشركون فى رهط من المؤمنين يعذبونه فقال لهم صهيب انى شيخ كبير لا يضركم أمنكم كنت أو من غيركم فهل لكم أن تأخذوا ما لي و تذرونى و دينى ففعلوا* و فى الصفوة عن عمرو بن أميّة الضمرى ان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بعثه وحده عينا الى قريش قال فجئت الى خشبة خبيب و أنا أتخوّف العيون فرقيت فيها فحللت خبيبا فوقع الى الارض فانتبذت عنه بعيدا ثم التفت فلم أر خبيبا و لكأنما ابتلعته الارض فلم ير لخبيب أثر حتى الساعة*

بعث عمرو بن أمية الى أبى سفيان بن حرب‌

و فى هذه السنة كان بعث عمرو بن أمية الضمرى الى أبى سفيان بن حرب بمكة* فى الاكتفاء بعث رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) عمرو بن أمية الضمرى بعد مقتل خبيب و أصحابه الى مكة و أورد فى المواهب اللدنية و سيرة مغلطاى بعث عمرو بن أمية فى السنة السادسة

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 458
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست