responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 439

خدما و قلائد و أعطت خدمها و قلائدها و قرطيها وحشيا قاتل حمزة و بقرت عن كبد حمزة فلاكتها فلم تستطع أن تسيغها فلفظتها ثم علت على صخرة مشرفة فصرخت بأعلى صوتها فقالت‌

نحن جزيناكم بيوم بدر* * * و الحرب بعد الحرب ذات سعر

ما كان من عتبة لى من صبر* * * و لا أخى و عمه و بكر

شفيت نفسى و قضيت نذرى‌* * * شفيت وحشىّ غليل صدرى‌

فشكر وحشىّ علىّ عمرى‌* * * حتى ترم أعظمى فى قبرى‌

فأجابتها هند بنت اثاثة بنت عباد بن المطلب فقالت‌

خزيت فى بدر و بعد بدر* * * يا بنت وقاع عظيم الكفر

صبحك اللّه غداة الفجر* * * بالهاشميين الطوال الزهر

بكل قطاع حسام يفرى‌* * * حمزة ليثى و علىّ صقرى‌

إذ رام شيب و أبوك غدرى‌* * * فخضبا منه ضواحى النحر

و نذرك الشر فشر نذر

و قالت هند بنت عتبة أيضا

شفيت من حمزة نفسى بأحد* * * حين بقرت بطنه عن الكبد

أذهب عنى ذاك ما كنت أجد* * * من لوعة الحزن الشديد المتقد

و الحرب تعلوكم بشؤبوب برد* * * تقدم اقداما عليكم كالاسد

و قالت هند بنت عتبة حين انصرف المشركون عن أحد

رجعت و فى نفسى بلا بل جمة* * * و قد فاتنى بعض الذي كان مطلبى‌

من اصحاب بدر من قريش و غيرهم‌* * * بنى هاشم منهم و من آل يثرب‌

و لكننى قد نلت شيئا و لم يكن‌* * * كما كنت أرجو فى مسيرى و مركبى‌

و هند هذه أمّ معاوية بن أبى سفيان و كانت امرأة فيها مكارة و ذكورة و لها نفس آنفة و كان المسلمون قد أصابوا يوم بدر أباها عتبة و عمها شيبة و أخاها الوليد فأصابها من ذلك ما يصيب النفوس الشهمة و القلوب الكافرة فخرجت الى أحد مع زوجها ابى سفيان تبغى الانتصار و تطلب الاوتار فهذا قولها يرحمها اللّه و الوتر يقلقها و الكفر يخنقها و الحزن يحرقها و الشيطان ينطقها ثم انّ اللّه سبحانه هداها الى الاسلام و عبادة اللّه و ترك الاصنام و أخذ بحجزتها عن سواء النار و دلها على دار السلام فصلحت حالها و تبدّلت أقوالها حتى قالت لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فبما قالت و اللّه يا رسول اللّه ما كان على وجه الارض أهل خباء أحب الىّ أن يذلوا من أهل خبائك و ما أصبح اليوم على الارض اهل خباء احب الىّ ان يعزوا من أهل خبائك أو نحو هذا من القول* فالحمد للّه الذي هدانا برسوله اجمعين و اياه نسأل أن يميتنا على خير ما هدانا إليه لا مبدّلين و لا مغيرين هذا كله فى الاكتفاء* قال ابن اسحاق و قد كان الجليس بن زيان أخو بنى الحارث بن عبد مناة و هو يومئذ سيد الأحابيش قد مر بأبى سفيان و هو يضرب فى شدق حمزة بن عبد المطلب بزج الرمح و يقول ذق عقق فقال الجليس يا بنى كنانة هذا سيد قريش يصنع بابن عمه ما ترون لحما فقال و يحك اكتمها عنى فانها كانت زلة ثم ان أبا سفيان حين أراد الانصراف أشرف على الجبل ثم صرخ بأعلى صوته أنعمت فعال ان الحرب سجال يوم بيوم بدر أعل هبل أى أظهر دينك كذا فى الاكتفاء* و فى المواهب اللدنية و كان أبو سفيان حين أراد الخروج من مكة الى أحد كتب على سهم نعم و على الآخر لا و أجالهما عند هبل فخرج سهم نعم فخرج‌

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 439
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست