responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 390

دمى و مالى قتلوا حنظلة و أفدى عمروا دعوه فى أيديهم يمسكونه ما بدا لهم فبينا هو كذلك محبوس فى المدينة عند رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) اذ خرج سعد بن النعمان بن أكال أخو بنى عمرو بن عوف معتمرا و معه مرية له و كان شيخا مسلما فى غنم له بالبقيع فخرج من هناك معتمرا و لا يخشى الذي صنع به لم يظنّ أنه يحبس بمكة انما جاء معتمرا و قد كان فى عهد قريش لا يتعرّضون لاحد جاء حاجا أو معتمرا الا بخير فعدا عليه أبو سفيان بن حرب بمكة فحبسه بابنه عمرو و مشى بنو عمرو بن عوف الى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فأخبروه خبره و سألوه أن يعطيهم عمرو بن أبى سفيان فيفكوا به صاحبهم ففعل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فبعثوا به الى أبى سفيان فخلى سبيل سعد و كان فى الاسارى العباس ابن عبد المطلب أسره أبو اليسر كعب بن عمرو الانصارى و كان رجلا صغير الجثة و كان العباس رجلا عظيما جسيما قويا فقال النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) لابي اليسر كيف أسرته قال أعاننى عليه رجل ما رأيته قبل ذلك و لا بعده فقال لقد أعانك عليه ملك كريم* و فى الصفوة لما كانت أسارى بدر كان فيهم العباس فسهر النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) ليلته فقال له بعض أصحابه ما يسهرك يا نبىّ اللّه قال أنين العباس فقام رجل من المقوم فأرخى من وثاقه فقال رسول اللّه ما بالى ما أسمع أنين العباس فقال رجل من القوم انى أرخيت من وثاقه شيئا قال فافعل ذلك بالاسارى كلهم* فقال النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) للعباس افد نفسك و ابنى أخيك عقيل بن أبى طالب و نوفل بن الحارث بن عبد المطلب و حليفك عتبة بن جحدم فانك ذو مال قال انى كنت مسلما و لكن القوم استكرهونى قال اللّه أعلم باسلامك ان يك ما ذكرت حقا فاللّه يجزيك فأما ظاهر أمرك فقد كان علينا و كان العباس أحد العشرة الذين ضمنوا اطعام أهل بدر و نحر كل منهم يوم نوبته عشرة من الابل و كان حمل معه عشر بن أوقية من الذهب ليطعم بها الناس و كان يوم بدر نوبته فأراد أن يطعم ذلك اليوم فاقتتلوا و بقيت العشرون أوقية معه فأخذت منه حين أخذ و أسر فى الحرب فكلم النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) أن يحسب العشرين أوقية من فدائه فأبى و قال أما شي‌ء خرجت لتستعين به علينا فلا أتركه لك* و فى رواية لما قال العباس احسبها فى فدائى قال (صلى اللّه عليه و سلم) لا فان ذلك شي‌ء أعطاناه اللّه منك و كلفه فداء ابنى أخيه و حليفه قال تركتنى أتكفف قريشا ما بقيت فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فأين الذهب الذي دفعته الى أمّ الفضل وقت خروجك من مكة و قلت لها انى لا أدرى ما يصيبنى فى وجهى هذا فان حدث بى حدث فهذه لك و لعبد اللّه و لعبيد اللّه و للفضل و لقثم يعنى بنيه فقال له العباس و ما يدريك قال أخبرنى به ربى جل جلاله فقال له العباس أشهد أنك صادق و أن لا إله الا اللّه و انك عبده و رسوله كذا فى معالم التنزيل* و فى المنتقى لما كلفه (عليه السلام) بالفداء و لم يحسب الذهب المأخوذ منه قال العباس فليس لى مال قال فأين مالك الذي وضعته عند أمّ الفضل بمكة حين خرجت و ليس معكما أحد ثم قلت ان أصبت فى سفرى هذا فالفضل كذا و كذا و لعبد اللّه كذا و كذا و لقثم كذا و كذا و لعبيد اللّه كذا و كذا قال و الذي بعثك بالحق ما علم بهذا أحد غيرى و غيرها و انى لأعلم انك رسول اللّه ففدى نفسه و ابنى أخيه و حليفه و فى العباس نزلت يأيها النبيّ قل لمن فى أيديكم من الاسرى ان يعلم اللّه فى قلوبكم خيرا أى ايمانا يؤتكم خيرا مما اخذ منكم من الفداء و يغفر لكم و اللّه غفور رحيم قال العباس فأبدلنى اللّه عشرين عبدا كلهم تاجر يضرب بمال كثير و أدناهم بعشرين ألف درهم مكان العشرين أوقية و أعطانى زمزم و ما أحب أن لى بها جميع أموال مكة و أنا أنتظر المغفرة من ربى* و فى المواهب اللدنية ذكر موسى ابن عقبة أن فداءهم كان أربعين أوقية ذهب و عند أبى نعيم فى الدلائل باسناد حسن من حديث ابن عباس أنه جعل على العباس مائة أوقية و على‌

عقيل ثمانين اوقية فقال له العباس أ للقرابة صنعت هذا

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 390
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست