responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 352

نخل به علامات ظاهرة يأكل الهدية و لا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم النبوّة فان استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل ثم مات و مكث سلمان بعمورية ما شاء اللّه ثم مرّ به نفر من بنى بكر أو بنى كلب فقال لهم أ تحملونني الى أرض العرب أعطيكم بقراتى هذه و غنيماتى قالوا نعم فأعطاهم اياها فحملوه حتى اذا قدموا به وادى القرى باعوه من يهودى فأقام سلمان عنده و رأى بها النخل فرجا أن يكون البلد الذي وصف له صاحبه بعمورية فبينما هو عنده اذ قدم عليه ابن عم له من المدينة من بنى قريظة فاشتراه منه فاحتمله الى المدينة فقال سلمان فو اللّه لما رأيتها عرفتها بوصف صاحبى بعمورية فأقام بها سلمان فبعث اللّه رسوله بمكة فأقام بها ما أقام لم يسمع له سلمان ذكرا مع ما به من شغل سيده و خدمته ثم هاجر رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) الى المدينة فبينما كان سلمان فى رأس نخل لسيده يعمل فيه بعض العمل و سيده جالس تحت النخل اذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه فقال يا فلان قاتل اللّه بنى قيلة يعنى الانصار و اللّه انهم الآن مجتمعون بقباء على رجل قدم عليهم من مكة اليوم يزعمون انه نبىّ قال سلمان فلما سمعتها أخذتنى العرواء أى الرعدة حتى ظننت انى ساقط على سيدى فنزلت عن النخلة فجعلت أقول لابن عمه ما ذا تقول فغضب سيدى فلكمنى لكمة شديدة ثم قال مالك و لهذا أقبل على عملك قلت لا شي‌ء انما أردت أن استبثه عما قال و قد كان عند سلمان شي‌ء من الرطب قد جمعه فلما أمسى اخذه ثم ذهب به الى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و هو بقباء ثم دخل عليه فقال له انه قد بلغنى أنك رجل صالح و معك أصحاب لك غرباء ذو حاجة و هذا شي‌ء كان عندى للصدقة فرأيتكم احق به من غيركم فقرّبه منه فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لاصحابه كلوا و أمسك يده فلم يأكل فقال سلمان فى نفسه هذه واحدة ثم انصرف عنه و جمع شيئا و تحوّل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) من قباء الى المدينة فجاءه سلمان به فقال انى رأيتك لا تأكل صدقة و هذه هدية اكرمتك بها فأكل و أمر اصحابه فأكلوا منها فقال سلمان فى نفسه هاتان اثنتان ثم جاء رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و هو ببقيع الغرقد و قد تبع جنازة رجل من أصحابه عليه شملتان له و هو جالس فى أصحابه فسلم عليه ثم استدار خلفه ينظر الى ظهره هل يرى الخاتم الذي وصفه له صاحبه بعمورية فلما رآه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) استدبر عرف انه يستثبت فى شي‌ء وصف له فألقى رداءه عن ظهره فنظر الى الخاتم فانكب عليه يقبله و يبكى فقال له رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) تحوّل فتحوّل فقص عليه قصته فأعجب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أن يسمع ذلك أصحابه فأسلم سلمان* و فى شواهد النبوّة لما جاء سلمان الى النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) ليسلم لم يفهم النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) كلامه فطلب ترجمانا فأتى بتاجر من اليهود كان يعلم الفارسية و العربية فمدح سلمان النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) و ذمّ اليهود فغضب اليهودى و حرّف الترجمة فقال ان سلمان يشتمك فقال النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) هذا الفارسى جاء ليؤذينا فنزل جبريل و ترجم كلام سلمان فقال النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) ذلك لليهودى فقال يا محمد اذا كنت تعرف الفارسية فما حاجتك الىّ قال ما كنت أعلمها قبل فالآن علمنى جبريل أو كما قال فقال اليهودى يا محمد قد كنت قبل هذا أتهمك فالآن تحقق عندى أنك رسول اللّه فقال أشهد أن لا إله الا اللّه و أشهد انك رسول اللّه ثم قال النبيّ لجبريل علم سلمان العربية قال قل له ليغمض عينيه و ليفتح فاه ففعل سلمان فتفل جبريل فى فيه فشرع سلمان يتكلم بالعربى الفصيح* قال ثم شغل سلمان الرق حتى فاته بدر و أحد حتى عتق فى السنة الخامسة من الهجرة كما سيجي‌ء فى الموطن الخامس*

ذكر المواخاة بين المهاجرين و الانصار

و فى هذه السنة بعد قدوم النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) المدينة بخمسة أشهر و هو يبنى المسجد و قيل بعده و قيل قبله* و فى أسد الغابة بعد ثمانية أشهر آخى بين المهاجرين و الانصار فقعدوا عقد المواخاة و المعاونة

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست