responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 302

تسمى دار خزيمة و كانت مسكن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و فيها ولدت خديجة أولادها من رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و لم يزل النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) مقيما فيها حتى هاجر فأخذها عقيل ثم اشتراها معاوية و هو خليفة فجعلها مسجدا يصلى فيه و يعرف اليوم بمولد فاطمة و هو أفضل موضع بمكة بعد المسجد الحرام* ثم بعد أيام من موت خديجة تزوّجه (عليه السلام) بسودة كذا فى المواهب اللدنية روى عن عبد اللّه بن ثعلبة قال لما توفى أبو طالب و خديجة و كان بينهما ثلاثة أيام كما مرّ و هو المشهور و قيل شهر و خمسة أيام اجتمعت على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) مصيبتان فلزم بيته و قلّ الخروج و نالت قريش منه ما لم تسكن تنال فبلغ ذلك أبا لهب فجاءه فقال يا محمد امض لما أردت و اصنع ما كنت صانعا حين كان أبو طالب حيا فقام أبو لهب بحمايته و معونته و لم يتعرّض له أحد من خوف أبى لهب حتى جاء عقبة بن أبى معيط و أبو جهل الى أبى لهب فقالا له أخبرك ابن أخيك أين مدخل أبيك فقال له أبو لهب يا محمد أين مدخل عبد المطلب قال مع قومه فخرج أبو لهب إليهما فقال سألته فقال مع قومه فقالا يزعم أنه فى النار فقال أبو لهب يا محمد أ يدخل عبد المطلب النار فقال نعم و من مات على مثل ما مات عليه عبد المطلب دخل النار فقال أبو لهب يا محمد و اللّه لا برحت لك عدوّا أبدا و أنت تزعم أنّ عبد المطلب فى النار فاشتدّ عليه أبو لهب و سائر قريش لما عرفوا و ظاهر قوله فقام أبو لهب بحمايته و معاونته يخالف ما مرّ فى السنة الرابعة من النبوّة من قوله تبا لك أ لهذا دعوتنا الى آخره*

خروجه (عليه السلام) الى الطائف و الى ثقيف‌

و فى هذه السنة خرج رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) الى الطائف و الى ثقيف بعد ثلاثة أشهر من موت خديجة فى ليال يستنصرهم* و فى رواية لثلاث بقين من شوّال سنة عشر من النبوّة لما ناله من قريش بعد موت أبى طالب و خديجة و هو مكروب فلا جرم جعل اللّه الطائف متنفسا لاهل الاسلام ممن ضاق بمكة الى يوم القيامة فهى راحة الامّة و متنفس كل ذى ضيق و غمة سنة اللّه فى الذين خلوا من قبل و لن تجد لسنة اللّه تبديلا* و روى عن محمد بن جبير بن مطعم قال لما توفى أبو طالب بالغت قريش فى ايذاء رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فخرج رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) حينئذ الى الطائف و معه زيد بن حارثة و فى معالم التنزيل خرج وحده و ذلك فى ليال بقين من شوّال السنة العاشرة من النبوّة فأقام بالطائف شهرا كذا فى حياة الحيوان* و قال ابن سعد عشرة أيام كذا فى المواهب اللدنية لا يدع أحدا من أشراف ثقيف إلّا جاءه و كلمه و دعاه الى اللّه فلم يجيبوه الى طلبته و قالوا يا محمدا خرج من بلدنا و ألحق بمحابك من الارض قال محمد بن كعب القرظى لما انتهى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) الى الطائف عمد الى نفر من ثقيف هم يومئذ سادة ثقيف و أشرافهم و هم اخوة ثلاثة عبد يا ليل بمثناة تحتية بعدها ألف ثم لام مكسورة ثم مثناة تحتية ساكنة ثم لام و مسعود و حبيب بنو عمرو بن عمير كذا فى المنتقى و فى المواهب اللدنية غير هذا و عند أحدهم امرأة من قريش من بنى جمح فجلس إليهم فدعاهم الى اللّه عز و جل و كلمهم بما جاءهم به من نصرته على الاسلام و القيام معه على من خالفه من قومه فقال أحدهم هو يمرط ثياب الكعبة ان كان اللّه أرسلك و قال الآخر أ ما وجد اللّه أحدا يرسله غيرك و قال الثالث و اللّه لا أكلّمك كلمة أبدا لئن كنت رسولا من اللّه كما تقول لانت أعظم خطرا من أن أردد عليك الكلام و ان كنت تكذب ما ينبغى لى أن أكلمك فقام رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) من عندهم و قد يئس من حير ثقيف فقال لهم اذ فعلتم ما فعلتم فاكتموا علىّ و كره رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أن يبلغ قومه ذلك فلم يفعلوا و أغروا به سفهاءهم و عبيدهم يسبونه و يصيحون به حتى اجتمع الناس عليه فجعلوا يرمونه بالحجارة حتى انّ رجليه لتدميان* و فى المواهب اللدنية قال موسى بن عقبة رجموا عراقيبه بالحجارة حتى اختضبت نعلاه بالدماء و زاد غيره و كان اذا أذلقته الحجارة قعد الى الارض‌

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 302
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست