responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 292

ثم ملكنا أخاه فتوارث ملكه بنوه فانهم اثنا عشر رجلا لبقى ملك الحبشة زمانا فعدوا على أبى النجاشى فقتلوه ثم ملكوا أخاه و نشأ النجاشى مع عمه و كان لبيبا حاذقا فغلب على أمر عمه و نزل منه كل منزل فلما رأت الحبشة مكانه منه قالت و اللّه لقد غلب هذا الفتى على أمر عمه و انا لنتخوّف أن يملكه علينا و ان ملكه علينا ليقتلنا أجمعين لقد عرف أنا قتلنا أباه فمشوا الى عمه فقالوا انا قتلنا أنا هذا الغلام و قد عرف انا قتلناه و ملكناك علينا و نحن نتخوّفه على أنفسنا فاقتله أو أخرجه من بلادنا فقال و يحكم قتلتم أباه بالامس و أقتله اليوم اذهبوا فأخرجوه من بلادكم فبيعوه فى هذا السوق فأخرجوه الى السوق فأقاموه فيه فجاء تاجر فاشتراه بستمائة درهم فألقاه فى سفينته فانطلق حتى اذا كان العشىّ من ذلك اليوم هاجت سحابة من سحائب الخريف فخرج عمه يستمطر فأصابته صاعقة فأهلكته فرجعوا الى بنيه فاذا هم ليس فيهم خير فقالت الحبشة بعضهم لبعض هلك و اللّه ملككم تعلمون انّ ملككم الذي بعتموه فان كان لكم فى ملككم حاجة فأدركوه فخرجوا فى طلبه فأدركوا التاجر فأخذوه منه ثم جاءوا به فقعدوا عليه التاج و أقعدوه على سرير الملك فملكوه فجاءهم التاجر الذي باعوه منه فقال أعطونى دراهمى كما أخذتم غلامى قالوا لا و اللّه لا نفعل قال و اللّه لأشكونّ منكم عند الملك فجاء فجلس بين يدى الملك فقال أيها الملك انى ابتعت غلاما ثم أتانى باعته فانتزعوه منى فسألتهم مالى فأبوا أن يعطونى فنظر النجاشى إليه فقال و اللّه لتعطنه ماله أو ليضعن عبده يده فى يده فيذهب به حيث شاء فقالوا بل نعطيه ماله و كان هذا أوّل ما اختبر من صلابته و عدله و هذا قوله ما أخذ اللّه منى رشوة حين ردّ علىّ ملكى فآخذ الرشوة و ما أطاع الناس فىّ فأطيع الناس فيه ذكره ابن اسحاق عن عائشة* و فى رواية بعث قريش عمرو بن العاص و عمارة بن الوليد* و فى معالم التنزيل بن أبى معيط بدل الوليد الى النجاشى فذكر نحو الحديث المتقدّم قال و كان عمرو رجلا فقيرا و عمارة رجلا جميلا فأقبلا فى البحر الى النجاشى فشربوا و مع عمرو امرأته فلما ثملوا من الخمر قال عمارة لعمرو مر امرأتك فلتقبلنى فقال له عمرو أ لا تستحيى فأخذ عمارة عمرا يرمى به فى البحر فجعل عمرو يناشده حتى أدخله السفينة فحقد عمرو على عمارة و مكر به فقال يا عمارة انك لرجل جميل فاذهب الى امرأة النجاشى و تحدّث عندها اذا خرج زوجها فانّ ذلك عون لنا فى حاجتنا فراسلها عمارة حتى دخل عليها فانطلق عمرو الى النجاشى فقال انّ صاحبى هذا صاحب نساء و انه يريد أهلك فبعث النجاشى الى بيته فاذا عمارة عند أهله فأمر به فنفخ فى احليله أى سحره فطار مع الوحش* و فى رواية ثم ألقاه فى جزيرة من جزائر البحر فجنّ و استوحش مع الوحش كذا فى المنتقى*

(ذكر بعض ما لقى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) من ايذاء المشركين)

* و لما خرج المسلمون الى الحبشة و منع اللّه تعالى نبيه بعمه أبى طالب و رأت قريش أن لا سبيل لهم عليه رموه بالكهانة و السحر و الجنون و الشعر ثم بالغوا فى أذاه فمن ايذائهم ما روى أن نبينا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بينما هو بفناء الكعبة اذ أقبل عقبة بن أبى معيط فأخذ بمنكب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و لوى ثوبه فى عنقه فخنقه خنقا شديدا فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبه و دفعه عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و قال أ تقتلون رجلا أن يقول ربى اللّه و قد جاءكم بالبينات من ربكم* و روى عن عائشة أنها قالت عاد أبو بكر و قد صدعوا فرق رأسه مما جذبوه بلحيته و كان رجلا كثير الشعر* و فى معالم التنزيل لما بزق عقبة بن أبى معيط فى وجه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) عاد بزاقه فى وجهه فاحترق خدّاه و كان أثر ذلك فيه حتى الموت* و عن عبد اللّه أنه قال ما رأيت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) دعا على قريش غير يوم واحد فانه كان يصلى و رهط من قريش جلوس و سلا جزور قريب منه فقالوا من يأخذ هذا فيلقيه على ظهره فقال عقبة بن أبى معيط أنا فأخذه فألقاه على ظهره فلم يزل‌

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست